التهديد بالزواج بالثانية سلاحٌ ضعيف ووسيلة لا تنجح دائماً
العمــــدة :: القائمة :: الموضيع العامه
صفحة 1 من اصل 1
التهديد بالزواج بالثانية سلاحٌ ضعيف ووسيلة لا تنجح دائماً
التهديد بالزواج
بالثانية
سلاحٌ ضعيف ووسيلة لا تنجح دائماً
بسم الله الرحمن
الرحيم
الحياة الزوجية في نظر الإسلام شركة فيها بالثانية
سلاحٌ ضعيف ووسيلة لا تنجح دائماً
بسم الله الرحمن
الرحيم
طرفين: الزوج والزوجة، على الزوج حقوق وواجبات، وعلى الزوجة حقوق وواجبات، وقد جعل
الله عز وجل الحياة الزوجية آية من الآيات الدالة عليه فقال جل من قائل: (( وَمِنْ
آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ
يَتَفَكَّرُونَ )) [الروم:21].
إن الزواج الناجح يقوم على المودة والرحمة،
وغض النظر عمّا في الطرف الآخر من تقصير، ولن ينجح الزواج القائم على البغض
والكراهية والتعنيف والإيذاء، ومما يؤذي الزوجة ويحرمها الراحة النفسية ويسبّب لها
الهمّ والغم، ويوقعها في حرج من أمرها، هو تهديدها من الزوج بالتزوج بأخرى لوجود
الغيرة عند النساء• وظن الرجل أن معنى قِوامته هو أن يتسلط عليها بالسبّ والشتم
وإثارة الغيرة فيها حتى تفقد عقلها ظنٌّ في غير محلّه، بل يصل الأمر إلى ضرب الزوجة
ضرباً مبرحاً كأول علاج للتقصير من الزوجة سواء أكان هذا التقصير بقصد أو بدون
قصد!
بعض الرجال يستخدمون التهديد بالزوجة الثانية كسلاح يشهرونه في وجوه
زوجاتهم كلما برزت بعض الخلافات التي تطرأ من حين إلى آخر• هذا الأمر أضحى
كالظاهرة، يستخدمه الكثير من الأزواج في مواجهة زوجاتهم، وللأسف يستوي في ذلك
المتعلم وغير المتعلم ولم يثبت أن مثل هذه الوسيلة قوّمت اعوجاجاً، وليس من أسلوب
أروع وأنجح من أسلوب المودة والمحبة والحوار الزوجي بين الأزواج، ولكن الكثيرين
منهم لا يستخدمونه أبداً .
التهديد بالزواج بأخرى وسيلة سيئة جداً للتأديب و
ترسل إلى الزوجة رسائل سلبية تفقدها الشعور بالأمان والذي هو من أهم احتياجاتها ،
كما أن هذا التهديد لا يحمل احتراماً لوجود الزوجة في حياته،و ليست له فائدة إلا
إنهاك نفسية الزوجة .
يا ترى ما الأسباب التي تدفع
الرجل لتهديد شريكة حياته بالزواج عليها :
•
قد يهدد الرجل بالزوجة الثانية في حال وجود عدم توافق من الأصل بين الزوجين، أو أن
تكون الزوجة ليست كما تخيّلها زوجها، أو لمَس من الزوجة قصوراً في جوانب كان
يتمناها فيها، فكلما وجد الزوج مناسبة أو ثغرة دخل منها برغبته الموجودة أصلاً أخذ
يهدّد بالثانية.
• قد تكون الزوجة قد عوّدت زوجها
على معاملة حسنة وحسن تبعّل، ثم فترت هذه المعاملة لسبب ما، فتتبدل العلاقة ويلجأ
الزوج إلى تهديدها بأخرى علّها تعود لما كانت عليه من قبل ولذلك يلجأ الزوج
لتهدّيدها بأخرى كوسيلة ضغط، إذا رأى أن الزوجة قد أخلّت بحقوقه الزوجية إخلالاً
كبيراً، ولم تُجْدِ معها النصيحة تلو الأخرى .
• قد
تكون الأسباب راجعة إلى الزوج نفسه فبعض الأزواج يشعر بنقص في ذاته، أو يشعر بعدم
قبول زوجته له لعيب فيه فيعتقد أن تلويحه بالزوجة الثانية إثبات لأنه مرغوب من قبل
الأخريات .
• البعض يعتقد أن التهديد وسيلة مناسبة
لإشغال الزوجة وحثّها على بذل مزيد من العطاء للزوج أو الانشغال عنه وعدم التدقيق
في أخطائه•
• وأحياناً يجد بعض الرجال في هذا
التهديد تنفيسا عن غضبهم لعدم تمكنهم من ترويض الزوجة خاصة إذا كانت ذات شخصية قوية
وهم بذلك ينتقمون لضعفهم.
• وبعض الأزواج يفعلون
ذلك، بل كنوع من المزاح وليرى الرجل ما في قلب زوجته له من غيرة وحب ويُعتبر هذا
المزاح ثقيلاً قد يكلف الرجل فقدان ثقة زوجته به
وننصح الزوجات أن يحفظن
حقوق أزواجهن ويراقبن الله قبل أن يفاجأن بالزوجة الثانية لأن أزواجهن جنتهن
ونارهن.
و المرأة التي تفعل ما أوجبه الله عليها ولا تقصر في حق زوجها لا
تندم أبداً إذا تزوج بأخرى ولا تلوم نفسها على ما فعلت، وحتى لو تزوج زوجها ستبقى
في مكانتها فلن يخذلها ربها الذي عملت من أجله، فعلينا جميعاً الاحتساب في كل ما
نقوم به. ويمكن للزوجة أن تدفع هذا التهديد بطرق عديدة.
أولاً: ترعى الله في
نفسها وزوجها وبيتها وتؤدي حق الله عليها.. فكلكم راع وكلكم مسؤول عن
رعيته.
ثانياً: أن تشعر زوجها بمكانته في نفسها وبفضل قوامته، وتهبه كافة حقوقه
عليها من احترام وتقدير وواجبات، وأن تقوم جوانب الضعف فيه إذا وجدت بحكمة بعيداً
عن الفوقية والتعالي.
ثالثاً: تراعي فكرة التجديد والتغيير في نفسها وبيتها حتى
لا يتسرب الملل إلى نفسيهما وتفقد حياتهما الجدية.
والحقيقة التي لا بد أن
تعرف أن الحياة الزوجية شركة راقية لا يجوز لأحد الطرفين إذلال الآخر أو احتقاره،
وعلى الزوج أن يتأسى بسلوك النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته مع أزواجه القائل:
"خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي "[ رواه الترمذي عن عائشة] ، الذي لم يكن
يواجه الناس بالعتاب فضلاً عمن هن أقرب الناس إليه من الزوجات والبنات، وعلى
الزوجان أن يجتهدا في حل الكدر بينهما بهدوء وتفاهم، وإيجاد التواصل الجيد بينهما
اعتماداً على حسن الإنصات، والدفء والتقبل في مختلف المواقف، والبحث عن أنشطة
مشتركة بينهما، وسلوكيات سارة تقربهما من بعضهما لتستمر المحبة والمودة والرحمة،
وأن يتفقا على أسلوب لتنشئة أبنائهما، والعمل على الالتزام بهدي النبي صلى الله
عليه وسلم في تربية أبنائهما، وألا يجعلا الأبناء موضوعاً للصراع
بينهما•
العمــــدة :: القائمة :: الموضيع العامه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى