موضووووووووع
العمــــدة :: القائمة :: الموضيع العامه
صفحة 1 من اصل 1
موضووووووووع
2- الاحتمال الرابع:
وهو تأويل هذه النصوص لمعانٍ تحتملها بوجه من وجوه المجاز المعروفة في اللسان العربي، والتي استعملها المصدران الشرعيان القرآن والسنة في كثير من نصوصهما.
وعلى هذا الاحتمال يمكن تأويل اليد في قوله تعالى في سورة الفتح (48) {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله، يد الله فوق أيديهم} بأن المراد من اليد: القدرة، وقد استعمل لفظ اليد مجازاً عنها، وهذا استعمال شائع مقبول، ذلك لأن اليد محل لظهور لون من ألوان القدرة، أو المراد المعونة والرعاية والحفظ والمشاركة في البيعة.
ويمكن تأويل العين في قوله تعالى –خطابا لموسى عليه السلام- في سورة طه (20) {وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني} بأن المراد من العين: أن الله بصير، واستعمل لفظ العين مجازا عن ذلك، أو أن المراد منها الحفظ والرعاية والعناية، لأن العين في مألوف البشر هي وسيلة مراقبة الأشياء المطلوب حفظها ورعايتها والعناية بها، واستعمال العين في معنى الحفظ والرعاية والعناية،استعمال شائع في اللغة العربية.
وعلى هذا النسق يجري تأويل جميع النصوص التي يوهم ظاهرها نسبة معانٍ لا تليق –بحسب ظاهرها- بكمال الألوهية والربوبية.
وهذا الاحتمال غير مرفوض إذا كان المعنى الذي أُوِّل إليه اللفظ موافقا لأصول العقيدة الإسلامية.
وقد جرى على هذا الاحتمال كثير من خَلَف أهل السنة والجماعة، وطريقتهم تسمى "بطريقة التأويل لمعنى يحتمله اللفظ، وفق أصول اللغة العربية واستعمالاتها المشهورة"، وهي طريقة تجعل النصوص تدل على معان مقبولة في مفاهيم الناس وتصوراتهم عن صفات الله، التي هي منزهة عن الجسمية والحدوث ومشابهة الحوادث. وليس من موجب لتضليل أصحاب هذه الطريقة على اعتبار أن فيها تعطيلا لصفات أثبتها الشرع في نصوصه الصحيحة، لأنه يقال: إنما يكون التعطيل بعد إثبات معنى الصفة بشكل قطعي، أما حمل النص على بعض احتمالاته المقبولة شرعا، وفق أصول اللغة العربية التي بها أنزل القرآن، فهو مسلك لا تعطيل فيه. وحين نلاحظ أن كبارا من علماء المسلمين الذين هم مرجع للمسلمين في علوم الفقه والتفسير والحديث قد أخذوا بهذه الطريقة، يتأكد لدينا أن لهم رأياً لا يصح أن نضللهم فيه، ما دام لهم وجهة نظر ذات حجة، ولها نظائر في الشريعة مما اتفق المسلمون جميعا عليه. ولئن كانوا مخطئين في هذا، فهم مجتهدون ضمن شروط الاجتهاد المقبول، ولهم أجر على اجتهادهم الذي بذلوه ليصلوا إلى ما ينشدون من حق.
من كتاب "العقيدة الإسلامية وأسسها" لعبد الرحمن حسن حبنكة الميداني.
ملاحظة: هذه المقالات لخصتها وطبعتها بنفسي فهي ليست منقولة... وليست قصا ولصقا...
نتابع معكم يا إخوتي الكرام هذا الموضوع الشائك، سلمنا الله تعالى وإياكم ورزقنا السداد في الأمر.
ونحن في هذا الموضوع نتعرض لبعض النقاط، التي يُكفِّر بعض المتشددين -خاصة من الشباب الصغار المندفعين- كثيرا من إخوتهم المسلمين بسببها، إذا ما خالفوهم فيها في الفهم والرأي.
فنحن في ما نعرضه في هذا الموضوع، نحاول أن نقرب وجهات النظر، ونبين للأطراف المتخالفة، أن نقاط الخلاف ليست جوهرية من جهة، وأن كل فريق مستند فيها إلى أدلة وجيهة، فهو بالتالي مجتهد، إن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر، ولكنه لا يخرج بسببها بأي حال من الأحوال من دائرة أهل السنة والجماعة، ولا يعتبر مهما كان الجانب الذي يميل إليه، إلا أخاً لنا في الله، نتعاون معه في بناء نهضة المسلمين.
لذا أرجو أن تتأملوا جيدا الكلام التالي للشيخ الألباني رحمه الله:
مقتطفات من العقيدة الطحاوية.
للإمام أبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي الحنفي.
شرح ابن أبي العز الحنفي.
وتحقيق العلامة ناصر الدين الألباني.
معنى اتباع السنة والجماعة:
فقرة 73 :
ونتبع السنة والجماعة (2)، ونتجنب الشذوذ والخلاف والفرقة (3).
************************************************** ***********--------------
(2) قال الشارح:
" السنة: طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم، والجماعة: جماعة المسلمين، وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين. فاتباعهم هدى، وخلافهم ضلال.
(3) قال الشيخ الألباني:
قلت: يعني الشذوذ عن السنة ومخالفة الجماعة الذين هم السلف كما علمت. وليس من الشذوذ في شيء أن يختار المسلم قولاً من أقوال الخلاف لدليل بدا له، ولو كان الجمهور على خلافه خلافاً لمن وهم، فإنه ليس في الكتاب ولا في السنة دليل على أن كل ما عليه الجمهور أصح مما عليه مخالفوهم عند فقدان الدليل!
العمــــدة :: القائمة :: الموضيع العامه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى