تكملـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه
العمــــدة :: القائمة :: الموضيع العامه
صفحة 1 من اصل 1
تكملـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه
بسنده عن أم سلمة رضي الله عنها في قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، والبحث عنه كفر.
وقال الإمام الترمذي (4) في الكلام على حديث الرؤية: المذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة ، مثل سفيان الثوري وابن المبارك، ومالك، وابن عيينة، ووكيع وغيرهم أنهم قالوا: نروي هذه الأحاديث كما جاءت، ونؤمن بها، ولا يقال: كيف؟ ولا نفسر، ولا نتوهم.(5)
قال الشيخ مرعي: وذكرت في كتابي (البرهان في تفسير القرآن) عند قوله تعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} (البقرة 210) وبعد أن ذكرت مذاهب المتأولين: أن مذهب السلف هو عدم الخوض في مثل هذا، والسكوت عنه، وتفويض علمه إلى الله تعالى.
قال ابن عباس: "هذا من المكتوم الذي لا يفسر. " فالأولى في هذه الآية وما شاكلها أن يؤمن الإنسان بظاهرها، ويكل علمها إلى الله تعالى، وعلى ذلك مضت أئمة السلف.
وكان الزهري ومالك والأوزاعي وسفيان والليث بن سعد وابن المبارك وأحمد بن حنبل وإسحاق يقولون في هذه الآية وأمثالها: أمِرُّوها كما جاءت.(6)
وقال سفيان بن عيينة وناهيك عنه: كل ما وصف الله به نفسه في كتابه، فتفسيره قراءته، والسكوت عنه، ليس لأحد أن يفسره إلا الله ورسوله.(7)
وسئل الإمام ابن خزيمة في الأسماء والصفات، فقال: ولم يكن أئمة المسلمين وأرباب المذاهب أئمة الدين، مثل مالك وسفيان والأوزاعي والشافعي وأحمد وإسحاق ويحيى بن يحيى وابن المبارك وأبي حنيفة، ومحمد بن الحسن، وأبي يوسف يتكلمون في ذلك، وينهون أصحابهم عن الخوض فيه، ويدلونهم على الكتاب والسنة.
وسمع الإمام أحمد شخصا يروي حديث النزول، ويقول: ينزل بغير حركة ولا انتقال ولا تغير حال: فأنكر أحمد ذلك، وقال: قل كما قال رسول الله r ، فهو كان أغير على ربه منك. ] انتهى(
فهذه النقول كلها تدل بجلاء على أن السلف لم يكونوا يخوضون في تفسير هذه النصوص، بل كانوا يسكتون عنها، ويمرونها كما جاءت، ويفوضون معناها، إلى الله تبارك وتعالى. لعلمهم أن عقل الإنسان محدود، وعلمه قاصر، وقد قال تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما}(طه 110)
************************************************** ***********--
(1) انظر الرسالة التدمرية 30
(2) نقله عنه الذهبي في العلو (159- مختصرة) والإمام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (4/4،5)
(3) 3/397ـ وأشار إلى هذه الرواية الحافظ بن حجر في الفتح (13/406)
(4) في سننه 4/692 بأطول مما هنا، وذكر نحوه في 5/251 منه.
(5) والمصنف ينفل عن الإتقان 2/958
(6) أوردها ابن عبد البر في جانع بيان العلم وفضله 2/96
(7) انظر السنة للالكائي 3/431 وشرح السنة للبغوي 1/171 وخلق أفعال العباد 126
( انظر أقاويل الثقات ص60-63 طبعة الرسالة بتحقيق شعيب الأرناؤوط.
التقريب بين مذاهب أهل السنة في العقيدة
إخوتي الكرام، كما ذكرت لكم سابقا، فإن كون الخلاف بين هذه الآراء لا يعدو أن يكون خلافا لفظيا، ليس له أساس من خلاف في العقيدة المستقرة في القلب، فهوا انطباع كونته من قراءاتي لكثير جدا من كتب العقيدة...
والآن، أقرب ما وجدته بين يدي ليوضح هذه الفكرة، أن الخلاف لفظي فقط، لو تجردنا من التعصب والحماس لعالم دون آخر، ومدرسة دون أخرى، هو كتاب الدكتور يوسف
العمــــدة :: القائمة :: الموضيع العامه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى