وخشعت الأَصوات للرحمن
العمــــدة :: القائمة :: زهرة الإسلاميات
صفحة 1 من اصل 1
وخشعت الأَصوات للرحمن
قال تعالى : (( وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ ))
ماهو الخشوع ؟
أجاب فضيلة الشيخ عبدالله بن صالح الفوزان حفظه وجزاه عنا خيرا
الخشوع في اللغة : هو السكون والانخفاض والهدوء .
قال تعالى : (( وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ )) [طـه / 108] .
أي : انخفضت وسكنت . وقال تعالى : ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً )) [ فصلت /39] .
أي : منخفضة ساكنة . والخشوع في الصلاة : حضور القلب بين يدي الله تعالى ، وسكون الجوارح ، واستحضار ما يقوله المصلي أو يفعله من أول صلاته إلى آخرها ، مستحضراً عظمة الله تعالى وقربه من عبده،
وأنه بين يديه يناجيه.والحامل على الخشوع هو الخوف من الله تعالى ومراقبته،
والشعور بقربه من عبده وكلما امتلأ القلب بمعرفة الله تعالى ومحبته وخشيته و إخلاص الدين له وخوفه ورجائه كلما قوي خشوعه .
والخشوع يحصل في القلب ثم يتبعه خشوع الجوارح والأعضاء من السمع والبصر والرأس وسائر الأعضاء حتى الكلام ، ولذا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم واله وصحبه يقول في ركوعه :
((اللهم لك ركعت ، وبك آمنت ، ولك أسلمت ، خشع لك سمعي وبصري ، ومخي وعظمي وعصبي وما استقل به قدمي )) أخرجه مسلم من حديث علي رضي الله عنه الطويل . فإذا خشع القلب خشعت الجوارح وظهر عليها السكون والطمأنينة والوقار والتواضع ، وإذا فسد خشوع القلب بالغفلة والوساوس فسدت عبودية الأعضاء ، وذهب خشوعها . والخشوع أمر عظيم شأنه ، أثنى الله تعالى على المتصفين به فقال تعالى
(( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ )) [المؤمنون/2] .
وهو سريع فقده لا سيما في هذا الزمان ، وقد ورد في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم واله وصحبه قال :
(( أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع ، حتى لا ترى فيها خاشعاً )) أخرجه الطبراني بإسناد حسن كما قال المنذري ، وله شاهد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه عند الطبراني في الكبير [1]وغيره . والخشوع في الصلاة هو روحها ولبها ، ولا يحصل ذلك إلا لمن فرغ قلبه لها ، واشتغل بها عما عداها ، وآثرها على غيرها ، واستحضر فيها عظمة الله تعالى فصارت راحة له وقرة عين ، والصلاة التي لا خشوع فيها ولا حضور قلب وإن كانت مجزئة مثاباً عليها ، إلا أن الثواب على حسب ما يعقل القلب منها ، لما ورد عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم واله وصحبه يقول : (( إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته ، تسعها ، ثمنها ، سبعها ، سدسها ، خمسها ، ربعها ، ثلثها ، نصفها )) أخرجه أبو داود (3/3) والنسائي في الكبرى (1/211) وسنده حسن ، صحيح الجامع (2/65) . وقد حكى النووي [2]إجماع العلماء على استحباب الخشوع في الصلاة ، وهذا فيه نظر فإن الغزالي [3] نصر القول بالوجوب . والقرطبي حكى في تفسيره [4]القولين : الوجوب وعدم الوجوب وأنه من فضائل الصلاة ومكملاتها ،
ورجح الأول وممن قال بالوجوب الحافظ العراقي [5].
ورد على النووي حكاية الإجماع ، وممن قال بوجوب الخشوع شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى [6]. ومن الأدلة على وجوبه أن الرسول r توعد من رفع بصره إلى السماء ،
لأن هذه الحال ضد حال الخاشع ، وسيأتي ذلك . وعلى المسلم أن يحذر خشوع النفاق فقد ورد عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال إياكم وخشوع النفاق ، فقيل له : وما خشوع النفاق ؟ قال :
( أن ترى الجسد خاشعاً والقلب ليس بخاشع ) . فخشوع الإيمان خشوع القلب فيتبعه خشوع الجوارح
وخشوع النفاق ما يظهر على الجوارح تكلفاً وتصنعاً والقلب غير خاشع .
وأسباب الخشوع نوعان وكل منهما في مقدور المكلف : الأول : جلب ما يوجب الخشوع ويقويه ، وهو الذي يسميه شيخ الإسلام ابن تيمية قوة المقتضي [7] . ويتم ذلك بالاستعداد للصلاة ، والتفرغ لها ، والطمأنينة ، وترتيل القراءة وتنويعها ، وتدبرها ، وتنويع الأذكار والأدعية وتدبرها ولا سيما في حالة السجود .
الثاني : إزالة الشواغل ودفع الموانع التي تصرف عن الخشوع
وهذا هو الذي يسميه شيخ الإسلام ضعف الشاغل وهو الذي جاءت فيه أحاديث الباب ، حيث تضمنت نهي المصلي عن أمور تنافي الخشوع أو تضعفه فيتعين على المكلف اجتنابها ليحصل له الخشوع .
فينبغي على المصلي إذا دخل في صلاته أن يعنى بها وأن يقبل عليها بقلبه وقالبه
حتى يحصل من الأجر والثواب والعاقبة الحميدة والتأثر بالصلاة مالا يحصيه إلا الله تعالى ، لأنها صلة بين العبد وربه ، فيحذر ما يشغل قلبه .
وكثير من الناس إذا دخل في الصلاة جعلها فرصة للعبث إما ببدنه أو بثيابه أو بنظره هاهنا أو هاهنا، وهذا لا ينبغي بل يخشى عليه بطلان صلاته إذا كثرت الحركات.
اللهم اجعلنا من عبادك الخاشعين المنصتين اليك ياربنا
وتب علينا ياارحم الراحمين
ماهو الخشوع ؟
أجاب فضيلة الشيخ عبدالله بن صالح الفوزان حفظه وجزاه عنا خيرا
الخشوع في اللغة : هو السكون والانخفاض والهدوء .
قال تعالى : (( وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ )) [طـه / 108] .
أي : انخفضت وسكنت . وقال تعالى : ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً )) [ فصلت /39] .
أي : منخفضة ساكنة . والخشوع في الصلاة : حضور القلب بين يدي الله تعالى ، وسكون الجوارح ، واستحضار ما يقوله المصلي أو يفعله من أول صلاته إلى آخرها ، مستحضراً عظمة الله تعالى وقربه من عبده،
وأنه بين يديه يناجيه.والحامل على الخشوع هو الخوف من الله تعالى ومراقبته،
والشعور بقربه من عبده وكلما امتلأ القلب بمعرفة الله تعالى ومحبته وخشيته و إخلاص الدين له وخوفه ورجائه كلما قوي خشوعه .
والخشوع يحصل في القلب ثم يتبعه خشوع الجوارح والأعضاء من السمع والبصر والرأس وسائر الأعضاء حتى الكلام ، ولذا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم واله وصحبه يقول في ركوعه :
((اللهم لك ركعت ، وبك آمنت ، ولك أسلمت ، خشع لك سمعي وبصري ، ومخي وعظمي وعصبي وما استقل به قدمي )) أخرجه مسلم من حديث علي رضي الله عنه الطويل . فإذا خشع القلب خشعت الجوارح وظهر عليها السكون والطمأنينة والوقار والتواضع ، وإذا فسد خشوع القلب بالغفلة والوساوس فسدت عبودية الأعضاء ، وذهب خشوعها . والخشوع أمر عظيم شأنه ، أثنى الله تعالى على المتصفين به فقال تعالى
(( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ )) [المؤمنون/2] .
وهو سريع فقده لا سيما في هذا الزمان ، وقد ورد في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم واله وصحبه قال :
(( أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع ، حتى لا ترى فيها خاشعاً )) أخرجه الطبراني بإسناد حسن كما قال المنذري ، وله شاهد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه عند الطبراني في الكبير [1]وغيره . والخشوع في الصلاة هو روحها ولبها ، ولا يحصل ذلك إلا لمن فرغ قلبه لها ، واشتغل بها عما عداها ، وآثرها على غيرها ، واستحضر فيها عظمة الله تعالى فصارت راحة له وقرة عين ، والصلاة التي لا خشوع فيها ولا حضور قلب وإن كانت مجزئة مثاباً عليها ، إلا أن الثواب على حسب ما يعقل القلب منها ، لما ورد عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم واله وصحبه يقول : (( إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته ، تسعها ، ثمنها ، سبعها ، سدسها ، خمسها ، ربعها ، ثلثها ، نصفها )) أخرجه أبو داود (3/3) والنسائي في الكبرى (1/211) وسنده حسن ، صحيح الجامع (2/65) . وقد حكى النووي [2]إجماع العلماء على استحباب الخشوع في الصلاة ، وهذا فيه نظر فإن الغزالي [3] نصر القول بالوجوب . والقرطبي حكى في تفسيره [4]القولين : الوجوب وعدم الوجوب وأنه من فضائل الصلاة ومكملاتها ،
ورجح الأول وممن قال بالوجوب الحافظ العراقي [5].
ورد على النووي حكاية الإجماع ، وممن قال بوجوب الخشوع شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى [6]. ومن الأدلة على وجوبه أن الرسول r توعد من رفع بصره إلى السماء ،
لأن هذه الحال ضد حال الخاشع ، وسيأتي ذلك . وعلى المسلم أن يحذر خشوع النفاق فقد ورد عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال إياكم وخشوع النفاق ، فقيل له : وما خشوع النفاق ؟ قال :
( أن ترى الجسد خاشعاً والقلب ليس بخاشع ) . فخشوع الإيمان خشوع القلب فيتبعه خشوع الجوارح
وخشوع النفاق ما يظهر على الجوارح تكلفاً وتصنعاً والقلب غير خاشع .
وأسباب الخشوع نوعان وكل منهما في مقدور المكلف : الأول : جلب ما يوجب الخشوع ويقويه ، وهو الذي يسميه شيخ الإسلام ابن تيمية قوة المقتضي [7] . ويتم ذلك بالاستعداد للصلاة ، والتفرغ لها ، والطمأنينة ، وترتيل القراءة وتنويعها ، وتدبرها ، وتنويع الأذكار والأدعية وتدبرها ولا سيما في حالة السجود .
الثاني : إزالة الشواغل ودفع الموانع التي تصرف عن الخشوع
وهذا هو الذي يسميه شيخ الإسلام ضعف الشاغل وهو الذي جاءت فيه أحاديث الباب ، حيث تضمنت نهي المصلي عن أمور تنافي الخشوع أو تضعفه فيتعين على المكلف اجتنابها ليحصل له الخشوع .
فينبغي على المصلي إذا دخل في صلاته أن يعنى بها وأن يقبل عليها بقلبه وقالبه
حتى يحصل من الأجر والثواب والعاقبة الحميدة والتأثر بالصلاة مالا يحصيه إلا الله تعالى ، لأنها صلة بين العبد وربه ، فيحذر ما يشغل قلبه .
وكثير من الناس إذا دخل في الصلاة جعلها فرصة للعبث إما ببدنه أو بثيابه أو بنظره هاهنا أو هاهنا، وهذا لا ينبغي بل يخشى عليه بطلان صلاته إذا كثرت الحركات.
اللهم اجعلنا من عبادك الخاشعين المنصتين اليك ياربنا
وتب علينا ياارحم الراحمين
نورالحب-
عدد الرسائل : 20
العمر : 35
نقاط العضو الممتاز : 56
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 27/09/2009
العمــــدة :: القائمة :: زهرة الإسلاميات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى