العمــــدة
حياك الله لقد سعدنا بقدومك الينا اتمنا لك ان تفيد وتستفيد وتجد كل ماهو مفيد وان تقضي اجمل الاوقات معنا فمرحبا بك في انتظار مشاركاتك الجميلة



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

العمــــدة
حياك الله لقد سعدنا بقدومك الينا اتمنا لك ان تفيد وتستفيد وتجد كل ماهو مفيد وان تقضي اجمل الاوقات معنا فمرحبا بك في انتظار مشاركاتك الجميلة

العمــــدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الضياع

اذهب الى الأسفل

الضياع Empty الضياع

مُساهمة من طرف العمدة عماد الأحد ديسمبر 27, 2009 5:14 pm

صحا مبكراً، تسلل من غرفته، مازال في عينيه بقايا نوم، لكن فرحته بهذا الزائر الجديد جرفت هذه البقايا، كسته نشاطاً غير معهود، مشى على أطراف أصابعه بصمت الخائف، دحرج بصره في الساعة التي تلف معصمه (إنها الساعة العاشرة صباحاً) قفز من مكانه إلى وسط الغرفة، بضع خطوات تفصل بينه وبين هذا الساكن الجديد.
زرع في كفه اليمنى جهازاً صغيراً ركزه بقوة، تذكر صديقه وما قال له ليلة أمس... (صدقني ستنتصر على الضياع، ستستأصل الحيرة من جذورها. إنه العلاج الناجح أمام تمرد الفراغ والتشتت. فقط جربه وستذهلك النتيجة، ستجد فيه كل ماتبحث عنه).
آه.. هل حقاً اكتشفت العلاج الناجح الذي يمزق مللي ويُغيِّب كآبتي، دس أصابع يده اليسرى بين خصلات شعره المتناثرة في صحراء رأسه، أخذت أمانيه تتأرجح في دماغه، ظل يحادث نفسه لبضع ثوان، منذ زمن وأنا أحلم بالسعادة، لكن حواجز شائكة تكتنف دربي، تقف في وجهي، كلما حاولت تسلقها خانتني قواي وزلقت بي قدماي، فأرتمي في حضيض الألم أهيم وحيداً في سراديب الضياع.
وبالأمس- ماأجمل الأمس- وجدت مايزيل ضيقي ويقضي على حدة كآبتي. نظر إليه وهو يتربع على سفح إحدى الطاولات، رشفه بقبلة حب حارة وطوق عنقه بامتنان واحترام، غاب لدقائق ثم عاد وهو يحمل كوباً من الشاي الساخن يقوي به موجة تفاعله وبهجته. وضع الكوب جانباً، وأقبل نحو الزائر الجديد لاهثاً. استعد لبدء انطلاقة مع هذا الجهاز، داس بإبهامه على أحد الأزرار المتراصة في الجهاز الصغير المنغرس في يده، نظر ملياً في الشاشة، لم يرق له الحال فانتقل بإبهامه إلى الزر الآخر، تململ مما رآه فأخذ يقلب الشاشة بالعبث بالأزرار.. خمس وعشرون محطة... ترى أين أتوقف وفي أي محطة أنزل..؟ اجتاحت مشاعره عاصفة هوجاء أثارت كوامن فضوله، أخذ يتجول من قناة إلى أخرى وفي صدره رغبة في اكتشاف كل جديد، وخوفاً أن يفوته برنامجٌ أو فيلمٌ مميز فيفلت من بين يديه شيء ثمين، إبهامه يهرول على أزرار الجهاز الصغير، ما إن يستقر على أحدها حتى يمضي للآخر، تورم واحمر وصاحبه لم يشعر بعد، الحيرة تدوس بشدة على راحته، والقلق يقرض قلبه ودوار شديد أصابه، عجز عن تحديد الوجهة التي يرغبها. أحكم قبضته على الجهاز الصغير صب فيه براكين غضبه وأزيز حيرته، رفع يده عالياً ثم ألقى به، وفي مقدمة الجهاز الكبير ارتفع دوي مخيف، تناثرت قطع الزجاج في أرجاء الغرفة، نهض من بين قطع الزجاج المفروشة على الأرضية لملم أنفاسه اللاهثة ثم خرج هارباً
العمدة عماد
العمدة عماد

ذكر
عدد الرسائل : 1604
العمر : 39
الموقع : http://www.emad-3omda.tk/
نقاط العضو الممتاز : 3509
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 24/12/2008

https://emad-3omda.7olm.org

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى