العمــــدة
حياك الله لقد سعدنا بقدومك الينا اتمنا لك ان تفيد وتستفيد وتجد كل ماهو مفيد وان تقضي اجمل الاوقات معنا فمرحبا بك في انتظار مشاركاتك الجميلة



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

العمــــدة
حياك الله لقد سعدنا بقدومك الينا اتمنا لك ان تفيد وتستفيد وتجد كل ماهو مفيد وان تقضي اجمل الاوقات معنا فمرحبا بك في انتظار مشاركاتك الجميلة

العمــــدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصة حقيقة لذلك بكيت

اذهب الى الأسفل

قصة حقيقة  لذلك بكيت Empty قصة حقيقة لذلك بكيت

مُساهمة من طرف اسراء الخميس أكتوبر 20, 2011 12:06 pm

هذه قصة حقيقية جميلة , ترجمتها من الفرنسية الى العربية , وعلمت فيما بعد بأنها ترجمت إلى عدة لغات , وأصلها كتب باللغة السويدية , وعلمت أن صاحبتها كتبتها فيما بعد باللغة العربية , فقارنت ترجمتي بالأصل العربي فوجدتهما متقاربين إلى حد بعيد إلا أن ترجمتي تفتقر إلى روح الكلمة وحياة المعنى , فنقلتها لكم من الأصل العربي , وهي لفتاة تدعى يوحنا رفائيلا كما وجدته في النسخة الفرنسية أو رفال كما مكتوب بالأصل العربي , ويقال أن أخاها أسمه إليشا , والله أعلم .
في إحدى العطل الصيفية قررت أنا وأخي أن نزور معلما إسلاميا من المعالم الكثيرة الموجودة في العالم , فوقع إختيارنا على القصر الحمراء في قرطبة. ولذلك قررنا السفر الى إسبانية في أسرع وقت , لكي نستمتع بالعطلة وأيامها, وما هي الا دقائق معدودة حتى أتم أخي كل مستلزمات السفر من حجز وغيره . وفي اليوم التالي كانت الطائرة تحط بنا في مطار مدريد .
وما إن وصلنا الى الفندق حتى ذهب أخي لإحضار الدليل السياحي وبعض الخرائط لطرقات المدينة. فقررنا أن نقضي باقي اليوم في مدريد الجميلة وأسواقها.
وفي صباح اليوم التالي كانت السيارة المُستأجرة تخط بنا نحو قصر الحمراء , وما إن وصلنا الى ذلك الصرح البديع حتى تراءت لي ألأندلس من خلال نوافذه وخلت أنني سأرى الخليفة عبد الرحمن وخادمه بدر.
قصر بديع بأعمدته الكثيرة ونوافذه الكبيرة وزخارفه المنيرة, إذا تكلمت في محرابه سمعك ورآك كل من فيه , يا سبحان الله كل من رآه انحنى إجلالا محيياً حضارة كانت نبراساً للعلم والمعرفة والإبداع.
مرت الساعات كأنها لحظات , بل قل كومض أنار ثم سريعاً اختفى, وعند خروجنا تقدم نحونا رجل في الأربعين مخاطبا أخي:
مرحبا , أنتما من ريف ابرادلو.
أخي: لا نحن سائحان جئنا من استوكهولم
الرجل مندهشاً: من استوكهولم!
أخي: نعم وما الغرابة في ذلك.
الرجل: أنت لست إسبانيا!
أخي: لا , لست إسبانيا, لعلك ظننتني إسبانيا لأنني أتكلم بها.
الرجل; أنت لا تتكلم بها فحسب , بل تجيدها كأهلها.
أخي; صحيح فهي من اللغات التي تعلمتها منذ الصغر.
الرجل:ما رأيكما أن تتقبلا دعوتي للغداء في مزرعتي في ريفي الجميل.
نظر أخي إلي ومن ثم الى الرجل مبتسما ابتسامة العذر.
الرجل: لن أطعمكما حراما فأنا مسلم من مسلمي إسبانية وما دمتما سائحان فهذه فرصة لتعرف على بقايا مسلمي الأندلس.
نظر أخي إلي فرأى لسان حالي أن اقبل.فالتفت أخي الى الرجل واتفقا على أن تكون الدعوة غداً.
في الساعة السابعة صباحا كنا نحن الثلاثة في طريقنا الى ريف سيانتيانو حيث مزرعة الرجل. ما كنت أتصور أن في إسبانية أماكن يعجز اللسان عن وصفها لجمالها وروعتها.
وصلنا تقريبا الساعة الحادية عشر وما إن دخلنا من باب المزرعة حتى علت أصوات عائلة الرجل ب ( طلع البدر علينا ). يا ألله ما أجمله من إستقبال وما أكرمهم من عائلة , كلهم يحفظون الفاتحة وقل هو الله أحد, والبعض يحفظ قصار السور والبعض جزء عم.أما الجدة فهي الأحفظ , فهي تحفظ سورة الكهف وسورة مريم وسورة يوسف وسورة يس وكثيرا من ألآيات وبعض أشعار العرب وقصائد في مدح سيد الخلق أجمعين ,سيد الأولين وآخرين ,سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
وما إن دخل وقت الظهر , حتى قام الرجل فأذن ,و تهيأ الكل للصلاة , فأصر الرجل أن يؤم الصلاة أخي , فتقدم مرغما خجلاً, وما إن انتهت الصلاة وأذكارها حتى تزينت المائدة بأفخر أنواع الطعام وألوانه , فنظرت الى أخي فكأنه العذراء في خدرها من شدة حياءه.
وبعد الطعام والفاكهة والقهوة , قمنا بجولة في ذلك الريف الخلاب , الخلاب في طبيعته, الخلاب في فلله وبيوته, الخلاب في بحيراته ومناظره, الخلاب في كل شيء. وفي تجوالنا مررنا بجانب حديقة أزهار يفوح منها شذى وعطرا ,وصوتاً كأنه مزماراً من مزامير آل داوود , يرتل سورة طه وإذا بامرأة عجوز قد جاوزت الثمانين تبصرنا , وما إن رأت أخي حتى توقفت عن القراءة وعلا وجهها إبتسامة مشرقة, ثم أشارت أن ائتوا, فدخلنا, فنظرت الى أخي كأنها تتفحصه , ثم نادت بالإسبانية فإذا فتاة من عمري خرجت على التو , خلتها للوهلة الاولى طيف حورية ,لجمالها وإشراقة وجهها, يا ألله ما أجملها وحجابها, فلما رأت أخي فعلت كما فعلت العجوز. ثم التفتت العجور اليها قائلة: أهذا هو؟ أومت برأسها أي نعم, ثم التفتت العجور الى أخي وقالت: لولا عهدك لكانت لك .
ثم أشارت إليه إن اقترب , و بدأت تتكلم بالإسبانية بلكنة لم أعهدها من قبل , كأنني أول مرة أسمعها , وأخي يومئ برأسه أي صح , حتى رأيت أخي يبكي , فالتفت الى الفتاة , فإذا هي كذلك , فالتفت الى الرجل فإذا دموعه تعلوها دهشته , فعندما رأيت الكل يبكي , أحسست أن قلبي كعصفور أصابه الطل , فغلبتني دمعتي ,ولكذلك بكيت.


اسراء

انثى
عدد الرسائل : 25
العمر : 46
نقاط العضو الممتاز : 62
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/09/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى