قصة قتل - الحلقة الثانية -
2 مشترك
العمــــدة :: القائمة :: الموضيع العامه
صفحة 1 من اصل 1
قصة قتل - الحلقة الثانية -
الحلقة الثانية
** * * * **
- " حسنا , هل كان لسيدك أي أعداء , او هل سمعتي ذات مرة شخصا ما قام بتهديده او أرسل إليه خطابات "
فقالت بسرعة : " لا سيدي , سيد روبيرت رجل مسالم لقد تعدى الخمسة و الخمسين من عمره , و لديه أعماله الخاصة و حماية الخاصة من مجلس الشيوخ و لا أظن ان له أعداء "
فقال المحقق بسرعة : " حسنا , هل تعرفي شيء عن سارة ؟ , ابنه أخوه "
ظلت تفكر قليلا حتى قالت : " نعم لقد زارتنا ثلاث مرات خلال السنتين التي أقمت بها هنا ... "
بسرعة : " كيف كانت علاقتهم ببعضهم البعض ؟ "
- " علاقة الأب بابنته سيدي "
قال المحقق بحذر : " هل أنتي متأكدة من ذلك ؟ "
بثقة : " بالتأكيد سيدي "
ثم قال المحقق بعدما نظر حوله : " هل تعتقدين ان هي من دبرت له حادث مقتله ؟؟ "
أجابت بانفعال : " بالطبع لا سيدي ... "
فقال المحقق : " و ما أدراكِ ؟ "
- " اقصد أنها في فرزنو, ثانيا ... "
سكتت سوزان لوهلة ثم قالت : " لا سيدي أنت لا تعرف سارة جيدا "
- " لا بأس من ذلك , ما سبب وجود خطاب مكتوب بالآلة الكاتبة و عليه توقيعه بخط يده يذكر فيه بأنه أحُيل جميع ثروته إلى سارة ابنه أخوه "
ظلت سوزان تفكر مليا حتى حكت انفها و قالت بتردد : " لا اعرف سيدي , و لكن قد يكون كتب هذا الخطاب قبل قدوم هذا الرجل الغريب و وقعه بيده كي يسلـّمه للمحامي "
نظر المحقق دانيال حوله فلاحظ على بعد خمس أمتار قدوم الآنسة كليرا فالتفت بسرعة الى سوزان و قال لها : " هل يمتلك سيدك مسدسا ؟ "
ردت بتعثلم : " لا ... لا اعرف "
و هنا وصلت الآنسة كليرا , فنظرت أولا الى سوزان ثم نظرت الى المحقق دانيال فقالت بأدب :
" سيدي هل تستطيع ان تأتي الى مسرح الجريمة قليلا ؟ "
" التحقيق في مقتل رجل أعمال "
دخل المحقق دانيال مسرح الجريمة مع الآنسة كليرا , فرأى المحقق بيرو يقرأ من الملفات التي لديه , الدكتور روكويل يستخدم بعض المحاليل الكيميائية لاستخراج البصمات , و من الواضح بأن لم يشعر به احد حتى صرخ و قال : " هل هناك جديد ؟؟ "
فتقدم المحقق بيرو و قال : " سيدي , المجني عليه يدعى روبيرت جي.بروس باندريك عمره 59 عاما , لديه عدة أعمال و مشاريع في ساكرامنتو , أصيب برصاصة من مسدس البريتا 9 ملم من مسافة قريبة جدا في قلبه فقتلته فورا ما بين الساعة الرابعة , و الرابعة و النصف "
ثم أضاف : " تحطمت زجاج المرآة - على الأغلب - نتيجة شجار نشب بين الجاني و الضحية "
فتقدمت الآنسة كليرا بكل حرص ثم قالت : " سارة براد باندريك , فتاة شابة في الخمسة و العشرون من عمرها و تعمل موظفة حكومية في شركة لإدارة الفنادق في فرزنو , ليست متزوجة و لكنها على علاقة بصديق يدعى فريد , فريد من الطبقة الفقيرة , يعمل في مكتبة صغيرة في فرزنو و يقضي معظم أوقاته هناك "
بان على المحقق عدم الاهتمام حيث يسترق النظر نحو مدام سوزان و هو يقول :
" مدام سوزان تقول ان علاقة سارة بعمها علاقة وطيدة و تبعد كل التهم عنها "
ثم التفت إليها و قال لها : " أريد ان أقابل محامي السيد بنادريك "
فجأة قال الدكتور روكويل : " جميع البصمات تعود الى المجني عليه حتى بصمته على المسدس"
نظر إليه بحدة و قال : " ماذا تعني ؟؟ أنها حادثة انتحار ؟؟ "
ارتبك قليلا ثم قال : " انا لم اقل هذا , سيدي "
فقال المحقق بيرو : " و لكن هناك أمر ما في غاية الخطورة "
التفت إليه المحقق دانيال و قال : " أي أمر ؟ "
فقال بثقة : " المسدس الذي قتل الضحية أطلق منه رصاصتان , الثانية هي التي قتلته , أما الأولى فلا اثر لها هنا "
فجأة نظر الى الحديقة و قال : " أريد محادثة المحامي فورا .... "
بدأ الليل يسدل ستائره حتى قالت الآنسة كليرا :
" سيدي , مستر فرانسوا دلفين المحامي في انتظارك "
نهض بسرعة فوجد رجل طويل القامة يرتدي بذلة سوداء اللون و قبعة سوداء على رأسه , فأقترب مستر فرنسوا من المحقق دانيال و قال : " المعذرة يا سيدي , ما الأمر ؟؟ "
ثم التفت حوليه و قال : " لماذا رجال الشرطة يحيطون ببيت السيد باندريك ؟ "
ثم قال بلهجة قلقة : " ما الأمر "
فحاول المحقق ان يهدئه ثم قال :
" أنا المحقق دانيال من إدارة مكافحة جرائم القتل , نحن هنا بسبب مقتل السيد روبيرت باندريك "
قاطعه المحامي قائلا بصراخ و بعنف :
" هل أنت جننت ؟ , من الذي يستطيع ان يقتل السيد روبيرت "
انزعج المحقق دانيال من لهجته ثم قال : " سيدي انا اقدر موقفك و لكن من فضلك اهدأ قليلا "
ظل مستر فرانسوا ينظر حوليه حتى قال : " أين هو .. ها .. أين هو ؟؟ "
فطلب المحقق من الآنسة كليرا مرافقته الى مسرح الجريمة
دخل المحامي باضطراب فوجده ملقى على سرير تابع للتحقيق لنقله الى المشرحة و مغطى بكامل ,
و عندما تأخر مستر فرانسوا هناك , قرر المحقق دانيال زيارته بنفسه ...
- " سيدي من فضلك تعال معي ؟ "
و لكن مستر فرانسوا المعروف عنه قوة القلب كاد ان يفطر قلبه من بكاءه على صديقه روبيرت فنظر الى المحقق و قال بعنف : " هل عرفتم من مرتكب تلك الجريمة ؟؟ , هل عرفتم من هو ؟ "
أجابه المحقق دانيال بهدوء :
" لا يا سيدي , ليس بعد ! و لكن من فضلك اهدأ و تعال معي , أود ان اطرح عليك بعض الأسئلة "
* * * * * * *
طرح المحقق دانيال بعض الأسئلة الخفيفة على المحامي و كان يجيب بتلقائية و لكن عندما ذكر اسم سارة ضمن التحقيق اشتعل غضبه و أجاب بشدة قائلا :
" من ؟؟ , سارة ؟؟ "
فقال المحقق دانيال باستغراب : " بلى , سارة ! "
وقف المحامي و قال : " لا أيها المحقق , أنت لا تعرف سارة جيدا , أنها لا تستطيع ان تأذي بعوضة , ثم .. ثم أين دليل اتهامك لهاأيها المحقق ؟ "
اخرج من جيبه ذلك الخطاب و قال : " بما تفسر وجود هذا الخطاب على مكتب السيد بنادريك "
فتناول المحامي منه الخطاب و أخذ يقرأه بتأني حتى بعد ثواني جلس على مقعده ثم قال :
" لا ليست سارة مرتكبة هذه الجريمة , و لا اظنها بأنه قد تكون بهذا الغباء كي تترك دليل إدانتها بهذه السهولة "
ثم أضاف : " هل حققت مع سوزان مديرة أعماله ؟ "
فأجاب بتردد : " بلى , لكن لم استطع الحصول على إجابة نافعة , سوى ان هناك رجل غريب قد زاره قبل وقت وقوع الجريمة و هي تعتقد بلا شك بأنه هو القاتل "
فقال المحامي : " ان علاقة سارة بعمها أشبه ما تكون علاقة الفتاة بأبيها , بعد وفاة براد منذ عشر سنوات كانت تقطن مع عمها في نفس ذات البيت , و لكن قررت السفر الى فرزنو من اجل عملها , السيد روبيرت لم يحَرم ابنة أخوه من أي أمنيات او أي طلبات كانت تخطر على بالها "
- " أنا لا أوجه التهمة لها , و لكن ما هو تفسيرك وجود خطاب كهذا و في هذا الوقت بالتحديد ؟ "
فأجاب المحامي بثقة :
" بالتأكيد انه كتَب هذا الخطاب قبل قدوم الجاني مباشرة , و قد يكون اقتحم البيت بدافع السرقة "
- " على العموم بجب ان أقابل غدا كلا من زار السيد روبيرت قبل مقتله مباشرة "
- " و ماذا عن سارة ؟؟ "
أجاب بتردد : " سوف اجعلها في آخر قائمتي "
ثم أضاف في النهاية : " هل يمتلك السيد روبيرت مسدسا ؟؟ "
- " بلى "
- " هل تعرف نوعه ؟؟ "
- " لا , لأني لا افقه عن أنواع الأسلحة النارية و لكن انا اعرف شكل مسدس السيد روبيرت "
فأخرج المحقق دانيال من درج مكتبه كيس بلاستيكي بداخله المسدس الذي وجده مع الضحية , و قال له : " هل هذا هو المسدس ؟؟ "
نظر نحو المسدس و قال مسرعا : " لا "
فأعاده المحقق الى درج مكتبه , و بسرعة قال فرانسوا :
" و لكن لقد قال لي ذات مرة بأنه سوف يشتري مسدسا آخر "
سكت ثم أضاف : " فقد يكون ذلك المسدس "
* * * * * *
في صباح اليوم التالي طلب من مساعدته ضبط السيد براين جونزي فلم يتوانى عن التحقيق معه
فقال له المحقق : " مرحبا بك مستر جونزي "
فأجابه بكل هدوء : " أشكرك سيدي , هل أستطيع معرفة دعوتي لمكتب التحقيقات "
شخصية براين جونزي شخصية جذابة و هادئة بطبعها , بالرغم من وجه الدائري و عيناه الصغيرتين اللتان تتسم بالدهاء و لكنه طيب القلب و هذا ما قرأه المحقق دانيال في شخصيته ...
- " سيدي , أأسف لإخبارك مقتل السيد روبيرت باندريك مساء أمس بطلق ناري "
صرخ براين على الفور : " ماذا ؟؟؟ ... , هل أمسكتم من فعل تلك الفعلة الشنيعة ؟؟ "
عدل موضعه ثم قال :" ليس بعد , و لكن على حد معلوماتي انك قمت بزيارة الضحية أمس الساعة التاسعة صباحا , أليس كذلك "
فأجابه : " الساعة التاسعة و الخامسة عشرة دقيقة تحديدا "
- " ممتاز , هل تستطيع ان تخبرني ما هي طبيعة العلاقة بينك وبين الضحية
- " انا براين جونزي مدير شركة بيزك كيميكال , كان قد عرض علينا السيد باندريك منذ ثلاث اشهر بأنه يود مشاركتنا في مشاريعنا و لكننا رفضنا , و أمس طلب مقابلتي على سبيل معرفة سبب رفضنا له بالمشاركة "
ثم ضحك ضحكة خفيفة ثم قال : " انا لا اعرفه , و لكني اعرف مشاريعه جيدا و بحق السماء ساكرامنتو أصابها خسارة كبيرة بفقدان هذا الرجل "
فقال المحقق دانيال : " هل لي معرفة ما هي تلك الأسباب التي تمنع شراكة رجل مثل هذا مع شركة مثل شركتكم ؟؟ "
- " بالطبع سيدي و يبدو انك محقق محنك "
ثم أضاف : " على العموم , شركتنا تتكون من ثلاث مجلس إدارة و اثنان مدراء , هذا الرجل تعدى قد تعدى الستون من عمره , و الى الآن أعماله تتمثل بشكل فردي , ليس لديه مدراء او شركاء "
فقال المحقق بسرعة : " و ما برأيك سبب إلحاح السيد روبيرت لشراء أسهم في شركتكم ؟؟ "
- " صدقا لا اعرف "
اندهاش المحقق دانيال ثم قال : " حسنا سيدي , ما هي طبيعة عملكم تحديدا ؟؟ "
أصدر براين صوت غير مفهوم ثم قال : " نحن نعمل في المنظفات و المواد الخشبية و المبيدات الحشرية و دباغة الجلود و خلافه ... "
وقف المحقق دانيال و قال له : " أشكرك مستر جونزي على قدومك , تستطيع ان تتفضل الآن "
وقف براين جونزي و قال : " على الرحب و السعة , اذا أردت التحقيق معي مجددا تستطيع الاتصال بي وقتما تريد , مع السلامة "
وغادر براين جونزي على الفور .. ..
فطلب مقابلة الآنسة نادين , فتاة ذات أصول عربية تتمتع بالجمال العربي شعرها اسود طويل يصل الى أسفل ظهرها عيناها عسليتان , دائما تتحرك بهدوء كثيرا ...
دخلت الآنسة نادين مكتب المحقق فرحب فورا بها و دعاها إلى الجلوس و طلب لها كأس من الليمون ..
فأخذت الآنسة نادين رشفة من الليمون ثم قالت بلهجة أمريكية ركيكة :
" هل لي اعرف سبب قدومي الى هنا ؟ "
- " بالطبع يا آنستي "
فقال لها بتردد : " أنتي عربية , أليس كذلك ؟ "
- " بلى "
يتبع , ....
** * * * **
- " حسنا , هل كان لسيدك أي أعداء , او هل سمعتي ذات مرة شخصا ما قام بتهديده او أرسل إليه خطابات "
فقالت بسرعة : " لا سيدي , سيد روبيرت رجل مسالم لقد تعدى الخمسة و الخمسين من عمره , و لديه أعماله الخاصة و حماية الخاصة من مجلس الشيوخ و لا أظن ان له أعداء "
فقال المحقق بسرعة : " حسنا , هل تعرفي شيء عن سارة ؟ , ابنه أخوه "
ظلت تفكر قليلا حتى قالت : " نعم لقد زارتنا ثلاث مرات خلال السنتين التي أقمت بها هنا ... "
بسرعة : " كيف كانت علاقتهم ببعضهم البعض ؟ "
- " علاقة الأب بابنته سيدي "
قال المحقق بحذر : " هل أنتي متأكدة من ذلك ؟ "
بثقة : " بالتأكيد سيدي "
ثم قال المحقق بعدما نظر حوله : " هل تعتقدين ان هي من دبرت له حادث مقتله ؟؟ "
أجابت بانفعال : " بالطبع لا سيدي ... "
فقال المحقق : " و ما أدراكِ ؟ "
- " اقصد أنها في فرزنو, ثانيا ... "
سكتت سوزان لوهلة ثم قالت : " لا سيدي أنت لا تعرف سارة جيدا "
- " لا بأس من ذلك , ما سبب وجود خطاب مكتوب بالآلة الكاتبة و عليه توقيعه بخط يده يذكر فيه بأنه أحُيل جميع ثروته إلى سارة ابنه أخوه "
ظلت سوزان تفكر مليا حتى حكت انفها و قالت بتردد : " لا اعرف سيدي , و لكن قد يكون كتب هذا الخطاب قبل قدوم هذا الرجل الغريب و وقعه بيده كي يسلـّمه للمحامي "
نظر المحقق دانيال حوله فلاحظ على بعد خمس أمتار قدوم الآنسة كليرا فالتفت بسرعة الى سوزان و قال لها : " هل يمتلك سيدك مسدسا ؟ "
ردت بتعثلم : " لا ... لا اعرف "
و هنا وصلت الآنسة كليرا , فنظرت أولا الى سوزان ثم نظرت الى المحقق دانيال فقالت بأدب :
" سيدي هل تستطيع ان تأتي الى مسرح الجريمة قليلا ؟ "
" التحقيق في مقتل رجل أعمال "
دخل المحقق دانيال مسرح الجريمة مع الآنسة كليرا , فرأى المحقق بيرو يقرأ من الملفات التي لديه , الدكتور روكويل يستخدم بعض المحاليل الكيميائية لاستخراج البصمات , و من الواضح بأن لم يشعر به احد حتى صرخ و قال : " هل هناك جديد ؟؟ "
فتقدم المحقق بيرو و قال : " سيدي , المجني عليه يدعى روبيرت جي.بروس باندريك عمره 59 عاما , لديه عدة أعمال و مشاريع في ساكرامنتو , أصيب برصاصة من مسدس البريتا 9 ملم من مسافة قريبة جدا في قلبه فقتلته فورا ما بين الساعة الرابعة , و الرابعة و النصف "
ثم أضاف : " تحطمت زجاج المرآة - على الأغلب - نتيجة شجار نشب بين الجاني و الضحية "
فتقدمت الآنسة كليرا بكل حرص ثم قالت : " سارة براد باندريك , فتاة شابة في الخمسة و العشرون من عمرها و تعمل موظفة حكومية في شركة لإدارة الفنادق في فرزنو , ليست متزوجة و لكنها على علاقة بصديق يدعى فريد , فريد من الطبقة الفقيرة , يعمل في مكتبة صغيرة في فرزنو و يقضي معظم أوقاته هناك "
بان على المحقق عدم الاهتمام حيث يسترق النظر نحو مدام سوزان و هو يقول :
" مدام سوزان تقول ان علاقة سارة بعمها علاقة وطيدة و تبعد كل التهم عنها "
ثم التفت إليها و قال لها : " أريد ان أقابل محامي السيد بنادريك "
فجأة قال الدكتور روكويل : " جميع البصمات تعود الى المجني عليه حتى بصمته على المسدس"
نظر إليه بحدة و قال : " ماذا تعني ؟؟ أنها حادثة انتحار ؟؟ "
ارتبك قليلا ثم قال : " انا لم اقل هذا , سيدي "
فقال المحقق بيرو : " و لكن هناك أمر ما في غاية الخطورة "
التفت إليه المحقق دانيال و قال : " أي أمر ؟ "
فقال بثقة : " المسدس الذي قتل الضحية أطلق منه رصاصتان , الثانية هي التي قتلته , أما الأولى فلا اثر لها هنا "
فجأة نظر الى الحديقة و قال : " أريد محادثة المحامي فورا .... "
بدأ الليل يسدل ستائره حتى قالت الآنسة كليرا :
" سيدي , مستر فرانسوا دلفين المحامي في انتظارك "
نهض بسرعة فوجد رجل طويل القامة يرتدي بذلة سوداء اللون و قبعة سوداء على رأسه , فأقترب مستر فرنسوا من المحقق دانيال و قال : " المعذرة يا سيدي , ما الأمر ؟؟ "
ثم التفت حوليه و قال : " لماذا رجال الشرطة يحيطون ببيت السيد باندريك ؟ "
ثم قال بلهجة قلقة : " ما الأمر "
فحاول المحقق ان يهدئه ثم قال :
" أنا المحقق دانيال من إدارة مكافحة جرائم القتل , نحن هنا بسبب مقتل السيد روبيرت باندريك "
قاطعه المحامي قائلا بصراخ و بعنف :
" هل أنت جننت ؟ , من الذي يستطيع ان يقتل السيد روبيرت "
انزعج المحقق دانيال من لهجته ثم قال : " سيدي انا اقدر موقفك و لكن من فضلك اهدأ قليلا "
ظل مستر فرانسوا ينظر حوليه حتى قال : " أين هو .. ها .. أين هو ؟؟ "
فطلب المحقق من الآنسة كليرا مرافقته الى مسرح الجريمة
دخل المحامي باضطراب فوجده ملقى على سرير تابع للتحقيق لنقله الى المشرحة و مغطى بكامل ,
و عندما تأخر مستر فرانسوا هناك , قرر المحقق دانيال زيارته بنفسه ...
- " سيدي من فضلك تعال معي ؟ "
و لكن مستر فرانسوا المعروف عنه قوة القلب كاد ان يفطر قلبه من بكاءه على صديقه روبيرت فنظر الى المحقق و قال بعنف : " هل عرفتم من مرتكب تلك الجريمة ؟؟ , هل عرفتم من هو ؟ "
أجابه المحقق دانيال بهدوء :
" لا يا سيدي , ليس بعد ! و لكن من فضلك اهدأ و تعال معي , أود ان اطرح عليك بعض الأسئلة "
* * * * * * *
طرح المحقق دانيال بعض الأسئلة الخفيفة على المحامي و كان يجيب بتلقائية و لكن عندما ذكر اسم سارة ضمن التحقيق اشتعل غضبه و أجاب بشدة قائلا :
" من ؟؟ , سارة ؟؟ "
فقال المحقق دانيال باستغراب : " بلى , سارة ! "
وقف المحامي و قال : " لا أيها المحقق , أنت لا تعرف سارة جيدا , أنها لا تستطيع ان تأذي بعوضة , ثم .. ثم أين دليل اتهامك لهاأيها المحقق ؟ "
اخرج من جيبه ذلك الخطاب و قال : " بما تفسر وجود هذا الخطاب على مكتب السيد بنادريك "
فتناول المحامي منه الخطاب و أخذ يقرأه بتأني حتى بعد ثواني جلس على مقعده ثم قال :
" لا ليست سارة مرتكبة هذه الجريمة , و لا اظنها بأنه قد تكون بهذا الغباء كي تترك دليل إدانتها بهذه السهولة "
ثم أضاف : " هل حققت مع سوزان مديرة أعماله ؟ "
فأجاب بتردد : " بلى , لكن لم استطع الحصول على إجابة نافعة , سوى ان هناك رجل غريب قد زاره قبل وقت وقوع الجريمة و هي تعتقد بلا شك بأنه هو القاتل "
فقال المحامي : " ان علاقة سارة بعمها أشبه ما تكون علاقة الفتاة بأبيها , بعد وفاة براد منذ عشر سنوات كانت تقطن مع عمها في نفس ذات البيت , و لكن قررت السفر الى فرزنو من اجل عملها , السيد روبيرت لم يحَرم ابنة أخوه من أي أمنيات او أي طلبات كانت تخطر على بالها "
- " أنا لا أوجه التهمة لها , و لكن ما هو تفسيرك وجود خطاب كهذا و في هذا الوقت بالتحديد ؟ "
فأجاب المحامي بثقة :
" بالتأكيد انه كتَب هذا الخطاب قبل قدوم الجاني مباشرة , و قد يكون اقتحم البيت بدافع السرقة "
- " على العموم بجب ان أقابل غدا كلا من زار السيد روبيرت قبل مقتله مباشرة "
- " و ماذا عن سارة ؟؟ "
أجاب بتردد : " سوف اجعلها في آخر قائمتي "
ثم أضاف في النهاية : " هل يمتلك السيد روبيرت مسدسا ؟؟ "
- " بلى "
- " هل تعرف نوعه ؟؟ "
- " لا , لأني لا افقه عن أنواع الأسلحة النارية و لكن انا اعرف شكل مسدس السيد روبيرت "
فأخرج المحقق دانيال من درج مكتبه كيس بلاستيكي بداخله المسدس الذي وجده مع الضحية , و قال له : " هل هذا هو المسدس ؟؟ "
نظر نحو المسدس و قال مسرعا : " لا "
فأعاده المحقق الى درج مكتبه , و بسرعة قال فرانسوا :
" و لكن لقد قال لي ذات مرة بأنه سوف يشتري مسدسا آخر "
سكت ثم أضاف : " فقد يكون ذلك المسدس "
* * * * * *
في صباح اليوم التالي طلب من مساعدته ضبط السيد براين جونزي فلم يتوانى عن التحقيق معه
فقال له المحقق : " مرحبا بك مستر جونزي "
فأجابه بكل هدوء : " أشكرك سيدي , هل أستطيع معرفة دعوتي لمكتب التحقيقات "
شخصية براين جونزي شخصية جذابة و هادئة بطبعها , بالرغم من وجه الدائري و عيناه الصغيرتين اللتان تتسم بالدهاء و لكنه طيب القلب و هذا ما قرأه المحقق دانيال في شخصيته ...
- " سيدي , أأسف لإخبارك مقتل السيد روبيرت باندريك مساء أمس بطلق ناري "
صرخ براين على الفور : " ماذا ؟؟؟ ... , هل أمسكتم من فعل تلك الفعلة الشنيعة ؟؟ "
عدل موضعه ثم قال :" ليس بعد , و لكن على حد معلوماتي انك قمت بزيارة الضحية أمس الساعة التاسعة صباحا , أليس كذلك "
فأجابه : " الساعة التاسعة و الخامسة عشرة دقيقة تحديدا "
- " ممتاز , هل تستطيع ان تخبرني ما هي طبيعة العلاقة بينك وبين الضحية
- " انا براين جونزي مدير شركة بيزك كيميكال , كان قد عرض علينا السيد باندريك منذ ثلاث اشهر بأنه يود مشاركتنا في مشاريعنا و لكننا رفضنا , و أمس طلب مقابلتي على سبيل معرفة سبب رفضنا له بالمشاركة "
ثم ضحك ضحكة خفيفة ثم قال : " انا لا اعرفه , و لكني اعرف مشاريعه جيدا و بحق السماء ساكرامنتو أصابها خسارة كبيرة بفقدان هذا الرجل "
فقال المحقق دانيال : " هل لي معرفة ما هي تلك الأسباب التي تمنع شراكة رجل مثل هذا مع شركة مثل شركتكم ؟؟ "
- " بالطبع سيدي و يبدو انك محقق محنك "
ثم أضاف : " على العموم , شركتنا تتكون من ثلاث مجلس إدارة و اثنان مدراء , هذا الرجل تعدى قد تعدى الستون من عمره , و الى الآن أعماله تتمثل بشكل فردي , ليس لديه مدراء او شركاء "
فقال المحقق بسرعة : " و ما برأيك سبب إلحاح السيد روبيرت لشراء أسهم في شركتكم ؟؟ "
- " صدقا لا اعرف "
اندهاش المحقق دانيال ثم قال : " حسنا سيدي , ما هي طبيعة عملكم تحديدا ؟؟ "
أصدر براين صوت غير مفهوم ثم قال : " نحن نعمل في المنظفات و المواد الخشبية و المبيدات الحشرية و دباغة الجلود و خلافه ... "
وقف المحقق دانيال و قال له : " أشكرك مستر جونزي على قدومك , تستطيع ان تتفضل الآن "
وقف براين جونزي و قال : " على الرحب و السعة , اذا أردت التحقيق معي مجددا تستطيع الاتصال بي وقتما تريد , مع السلامة "
وغادر براين جونزي على الفور .. ..
فطلب مقابلة الآنسة نادين , فتاة ذات أصول عربية تتمتع بالجمال العربي شعرها اسود طويل يصل الى أسفل ظهرها عيناها عسليتان , دائما تتحرك بهدوء كثيرا ...
دخلت الآنسة نادين مكتب المحقق فرحب فورا بها و دعاها إلى الجلوس و طلب لها كأس من الليمون ..
فأخذت الآنسة نادين رشفة من الليمون ثم قالت بلهجة أمريكية ركيكة :
" هل لي اعرف سبب قدومي الى هنا ؟ "
- " بالطبع يا آنستي "
فقال لها بتردد : " أنتي عربية , أليس كذلك ؟ "
- " بلى "
يتبع , ....
سمر-
عدد الرسائل : 136
العمر : 34
نقاط العضو الممتاز : 307
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 19/09/2011
مواضيع مماثلة
» قصة قتل - الحلقة الرابعة -
» قصة قتل - الحلقة الاولي -
» قصة قتل - الحلقة الثالثة
» قصة قتل - الحلقة الخامسة والاخيرة
» مسلسل اين قلبي من الحلقة 1حتى الاخيرة (مشاهدة مباشرة)
» قصة قتل - الحلقة الاولي -
» قصة قتل - الحلقة الثالثة
» قصة قتل - الحلقة الخامسة والاخيرة
» مسلسل اين قلبي من الحلقة 1حتى الاخيرة (مشاهدة مباشرة)
العمــــدة :: القائمة :: الموضيع العامه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى