قصة قتل - الحلقة الثالثة
العمــــدة :: القائمة :: الموضيع العامه
صفحة 1 من اصل 1
قصة قتل - الحلقة الثالثة
الحلقة الثالثة
* * * * * *
فطلب مقابلة الآنسة نادين , فتاة ذات أصول عربية تتمتع بالجمال العربي شعرها اسود طويل يصل الى أسفل ظهرها عيناها عسليتان , دائما تتحرك بهدوء كثيرا ...
دخلت الآنسة نادين مكتب المحقق فرحب فورا بها و دعاها إلى الجلوس و طلب لها كأس من الليمون ..
فأخذت الآنسة نادين رشفة من الليمون ثم قالت بلهجة أمريكية ركيكة :
" هل لي اعرف سبب قدومي الى هنا ؟ "
- " بالطبع يا آنستي "
فقال لها بتردد : " أنتي عربية , أليس كذلك ؟ "
- " بلى "
- " من أين ؟؟ "
- " من سوسة من تونس الخضراء "
سكت قليلا ثم قال بتردد دون النظر إليها : " حسنا , أنا أأسف لإخبارك بأن السيد روبيرت باندريك قد قتل أمس ...."
فجأة ارتفع الدم الى رأسها و احمر وجهها و نهضت على الفور و قالت و كأن تريد تكذيب الأمر :
" من ... من الذي قــُتل ؟؟ "
- " سيدتي من فضلك اجلسي "
بدأت بالبكاء ثم قالت بلهجة غريبة : " من .. من الذي قتله ؟؟ "
فلم تستطيع نادين ان تتمالك أعصابها , وفجأة سقطت فاقدة للوعي , فنهض المحقق دانيال مسرعا و صرخ إلى احد المعاونين لمساعدته . . .
بعد مرور خمس دقائق تقريبا استيقظت نادين و هي في حالة إعياء شديدة , ظلت تهذي بكلام غير مفهوم للجميع حتى رأت أمامها المحقق دانيال فقال لها : " حمد لله على سلامتك "
* * * * * *
بدأ المحقق دانيال بتحقيق مع نادين بعدما تمالكت أعصابها و استعدت قواها ..
- " ما هي طبيعة عملك مع السيد باندريك ؟؟ "
أجابته ببطء : " أنا مترجمته لعملائه في الشرق الأوسط "
فقال المحقق : " منذ متى و أنتي تعملين معه ؟ "
مسحت دموعها بواسطة المناديل الورقية ثم قالت : " قرابة أربع سنوات "
- " هل هناك من يدور حوله أصابع الاتهام في رأيك ؟؟ "
فصرخت و قالت : " و هل هذا عملي يا سيادة المحقق ؟ "
فقال بحـدة : " أنا اقصد أن هل هناك شخص ما ترتبكي في أمره ؟ "
- " لا سيدي "
- " حسنا , مدام سوزان قالت بأنك عندما انصرفتِ زاره رجل غريب الشكل - تستطيع سوزان ان توصفه لك - بعد الساعة الثالثة و النصف عصرا ...... "
فأجابت بجفاء : " كيف لي ان اعرف هذا الرجل ؟ , انا مجرد مترجمة له "
ظهر على وجه علامة اليأس و الحيرة فقال لها : " حسنا آنستي , أنتي تعرفي سارة , أليس كذلك ؟ "
ظلت تفكر قليلا حتى قال لها : " سارة بنت أخيه براد "
- " بلى , ما أمرها "
- " متى آخر مرة رأيتيها في منزله ؟ "
ظلت تفكر قليلا حتى قالت : " شهر أغسطس الماضي .. نعم منذ ثلاث اشهر تقريبا "
- " هل كنتِ ترين كيف كان يعاملها ؟؟ "
استغربت نادين لسؤاله ثم قالت : " لماذا أنت مصَر على إقحامي في شئون ليست من اختصاصي ؟ "
فقال لها بتهديد : " يا آنستي , كل من على مقربة منه مدان و محض الشبهات حتى اعرف انه بريء و اذا لم يكن مدان فهو شاهد بالنسبة لي , لذلك تعاوني معي ... "
- " سيدي , سارة تحب والدها جدا ... "
- " مهلا والدها المتوفى أليس كذلك ؟ "
فأجابت بعفوية : " لا , السيد روبيرت بمثابة والد سارة .... "
بكت نادين مرة أخرى ثم قالت : " ليس لدي ما أقوله لك سوى أنها كانت تحب السيد روبيرت كثيرا , و كانوا يتبادلون الخطابات دوما "
- " حسنا يمكنك ان تنصرفي "
انتصبت نادين و همّت لمغادرة المكتب حتى استوقفها المحقق دانيال قائلا :
" و لكن ... وجدنا خطاب مكتوبة بالآلة الكاتبة و عليه توقيعه بأنه أحُـيل كل أملاكه إلى فتاته الوحيدة سارة براد باندريك "
قد تعمد المحقق ان يلقي تلك السكينة الجارحة في نهاية الحوار كي يعرف ما في نواياه هذه الآنسة و لكنها صدمته قائله : " يا سيدي سارة فتاة ذكية و مطيعة , أنها تستحق أكثر من ذلك "
* * * * * *
" سارة "
دخل المعاون و هو يقول : " سيدي , في انتظارك آنسة تدعى سارة باندريك "
عدل سترة بذلته ثم قال : " حسنا دعها تتفضل ... "
دخلت فتاة شقراء , شعرها منسدل على كتفيها و تتحرك بكل خفة , فرحبت بالمحقق دانيال ثم جلست أمامه ثم سألته برقة : " مرحبا سيدي , ما الأمر الذي جعلك ان تستدعيني لأجله ؟ "
- " حمد لله على سلامتك , ثم ... "
قالها المحقق ثم سكت , فقالت له بترقب : " ثم ماذا ... ؟ "
عدل نفسه بسرعة و قال : " اقصد يجب ان تستريحي قبل التحقيق معك ؟ "
أصاب سارة الاستغراب و قالت: " التحقيق معي ؟؟؟ ماذا حدث حتى تستدعيني للتحقيق ؟؟ "
نظر إليها بيأس و قال : " في مقتل السيد روبيرت باندريك .. "
لم يكن من حسن حظه او حظها ان تسمع خبر مثل هذا , لم يسعها ان تلقي بنفسها من النافذة و لكن اكتفت بأنها صرخت صرخة شديدة و قالت : " أبي .... " و سقطت على الأرض ...
حاول الجميع إيقاظها فظلت تهذي بلهجة غريب : " أبي , أبي , أبي "
فحاول المحقق و بمساعدة الآنسة كليرا مساعدتها للجلوس على كرسيها مرة أخرى ,
فأخذ من أمامه كأس من الماء و قدمه لها : " تفضلي ماء "
تناولت بيديها كأس الماء و هي ترتعش بشدة مما أوقع بعض قطرات الماء على ملابسها , فأخذت رشفة منه ثم قالت : " من فضلك اخبرني بأنك تمزح معي , أبي لم يمت , من فضلك سيدي "
حاول ان يهدئها : " اهدئي من فضلك "
سكتت فجأة ثم قالت : " من فضلك عليّ الذهاب إلى دورة المياة "
أشار بيده ثم قال : " حسنا تفضلي من هنا ... "
حاولت سارة النهوض و لكن كادت ان تسقط لولا مساعدة الآنسة كليرا لها ..
* * * * * *
- " هل أنتي على استعداد للإجابة على أسئلتي الآن ؟؟ "
أخذت نفـَس من أنفها المحمِر ثم مسحت عيناها بمنديل ورقي ثم قالت وعيناها تنظر نحو الأمام :
" بلى تفضل "
اخذ المحقق دانيال يقلـّب في محتويات الورق التي أمامه ثم قال :
" متى آخر مرة كنتي على اتصال بعمك ؟ "
أجابت بعد ثوان : " أمس "
صُدم المحقق ثم قال : " ماذا ؟؟ , متى ؟ "
- " لا اعلم ... تقريبا الساعة الرابعة عصرا "
نظر المحقق دانيال الى مساعدته الآنسة كليرا ثم نظر مجددا إلى الآنسة سارة و قال :
" و بماذا أخبرك ؟ "
قالت بهدوء :
" قال بلهجة متوترة بأنه يحبني جدا , و انه يحـّضر لي مفاجأة سوف اعلمها بنفسي قريبا "
سمع منها ثم قال بتردد : " حسنا , السيد روبيرت قد .... "
سكت لثواني , فأخرج من درج مكتبه الخطاب الذي وجده في مسح الجريمة , أعطاها أيا و قال :
" تفضلي "
تناولته سارة بحذر شديد ثم قالت في نفس حالتها : " ما هذا ؟؟ "
أشار المحقق بيده و قال : " تفضلي "
فتحت سارة الخطاب و بدأت تقرأ ما سطـّر روبيرت حتى صرخت و قالت بلهجة تهديد :
" لا أريد شيء , أريد اعرف من قتل أبي , من الذي قتله ؟؟؟ "
فأجابها المحقق بتأني : " لا تقلقي يا آنستي , لن يفلت الجاني بفعلته ... "
ثم أضاف بعدما هدأت : " هل هناك شخص معين - برأيك - قد يكون مشترك في مقتل عمك ؟؟ "
ظلت تفكر سارة قليلا و قالت : " لا , أنا لا اعرف جميع أصدقاء أبي "
- " حسنا , متى كانت زيارتكِ الأخيرة لبيت عمك ؟ "
ظلت تفكر بحيرة : " لا أتذكر بالتحديد , تقريبا ثلاث اشهر "
نظر الى المجلدات التي أمامه و استرق جملة ثم قال لها بهدوء :
" أنتي على علاقة بصديقك فريد , أليس كذلك ؟ "
- " بلى "
حرك يديه و قال : " و هل سوف تتزوجا ؟؟ "
بقت سارحة قليلا ثم قالت ببطء :
" انه مميز , و أنا أحبه و نحن نقضي معظم أوقاتنا كننا زوجان , و هو أيضا يحبني و لكنه فقير "
- " حسنا , لماذا لم تتزوجا بعد ؟؟ "
فقالت بتلقائية : " لأنه فقير "
ظهر على وجه المحقق علامة اليأس : " لا بأس , من فضلك يا آنسة لديك غرفة محجوزة في فور سيزون اوتيل تستطيع ان تقيمي هناك حتى نسمح لك بالعودة الى ديارك "
- " أريد ان أرى أبي , من فضلك "
فقال لها بتردد : " لا أظن أنها فكرة مناسبة لكِ "
- " لماذا ؟ "
- " انه الآن في المشرحة و .... "
سرت في جسدها القشعريرة عندما سمعت لفظ المشرحة فصرخت و قالت : " ماذا ؟؟ "
ثم أضافت بسرعة و بصراخ عالٍ : " ماذا تفعلون بأبي ؟ "
فحاول أن يهدئها : " من فضلك سوف اسمح لك برؤيته قريبا قبل الدفن "
بكت سارة بكاءً شديداً فحاولت الآنسة كليرا مرافقتها حتى خرجت من مكتب التحقيقات ..
* * * * * *
لقد أصاب محققنا الجنون , فلم يعد يدري من هو القاتل الحقيقي و ما مصلحة سارة بينهم , الجميع يتصنع الحزن الشديد على الفقيد و الجميع يتمنى ان يكون حيّاً الآن ...
لم يعد المحقق دانيال قادر على الاحتمال و هو يرى غريمه أمامه يتحكم في أعصابه و لم يعد النائب العام يطيق صبرا على استغلال الوقت دون فائدة ...
لذلك قرر المحقق زيارة مسرح الجريمة مرة أخرى و يحاول دراسة ظاهرة القتل او الانتحار ..
يتبع , . . . .
* * * * * *
فطلب مقابلة الآنسة نادين , فتاة ذات أصول عربية تتمتع بالجمال العربي شعرها اسود طويل يصل الى أسفل ظهرها عيناها عسليتان , دائما تتحرك بهدوء كثيرا ...
دخلت الآنسة نادين مكتب المحقق فرحب فورا بها و دعاها إلى الجلوس و طلب لها كأس من الليمون ..
فأخذت الآنسة نادين رشفة من الليمون ثم قالت بلهجة أمريكية ركيكة :
" هل لي اعرف سبب قدومي الى هنا ؟ "
- " بالطبع يا آنستي "
فقال لها بتردد : " أنتي عربية , أليس كذلك ؟ "
- " بلى "
- " من أين ؟؟ "
- " من سوسة من تونس الخضراء "
سكت قليلا ثم قال بتردد دون النظر إليها : " حسنا , أنا أأسف لإخبارك بأن السيد روبيرت باندريك قد قتل أمس ...."
فجأة ارتفع الدم الى رأسها و احمر وجهها و نهضت على الفور و قالت و كأن تريد تكذيب الأمر :
" من ... من الذي قــُتل ؟؟ "
- " سيدتي من فضلك اجلسي "
بدأت بالبكاء ثم قالت بلهجة غريبة : " من .. من الذي قتله ؟؟ "
فلم تستطيع نادين ان تتمالك أعصابها , وفجأة سقطت فاقدة للوعي , فنهض المحقق دانيال مسرعا و صرخ إلى احد المعاونين لمساعدته . . .
بعد مرور خمس دقائق تقريبا استيقظت نادين و هي في حالة إعياء شديدة , ظلت تهذي بكلام غير مفهوم للجميع حتى رأت أمامها المحقق دانيال فقال لها : " حمد لله على سلامتك "
* * * * * *
بدأ المحقق دانيال بتحقيق مع نادين بعدما تمالكت أعصابها و استعدت قواها ..
- " ما هي طبيعة عملك مع السيد باندريك ؟؟ "
أجابته ببطء : " أنا مترجمته لعملائه في الشرق الأوسط "
فقال المحقق : " منذ متى و أنتي تعملين معه ؟ "
مسحت دموعها بواسطة المناديل الورقية ثم قالت : " قرابة أربع سنوات "
- " هل هناك من يدور حوله أصابع الاتهام في رأيك ؟؟ "
فصرخت و قالت : " و هل هذا عملي يا سيادة المحقق ؟ "
فقال بحـدة : " أنا اقصد أن هل هناك شخص ما ترتبكي في أمره ؟ "
- " لا سيدي "
- " حسنا , مدام سوزان قالت بأنك عندما انصرفتِ زاره رجل غريب الشكل - تستطيع سوزان ان توصفه لك - بعد الساعة الثالثة و النصف عصرا ...... "
فأجابت بجفاء : " كيف لي ان اعرف هذا الرجل ؟ , انا مجرد مترجمة له "
ظهر على وجه علامة اليأس و الحيرة فقال لها : " حسنا آنستي , أنتي تعرفي سارة , أليس كذلك ؟ "
ظلت تفكر قليلا حتى قال لها : " سارة بنت أخيه براد "
- " بلى , ما أمرها "
- " متى آخر مرة رأيتيها في منزله ؟ "
ظلت تفكر قليلا حتى قالت : " شهر أغسطس الماضي .. نعم منذ ثلاث اشهر تقريبا "
- " هل كنتِ ترين كيف كان يعاملها ؟؟ "
استغربت نادين لسؤاله ثم قالت : " لماذا أنت مصَر على إقحامي في شئون ليست من اختصاصي ؟ "
فقال لها بتهديد : " يا آنستي , كل من على مقربة منه مدان و محض الشبهات حتى اعرف انه بريء و اذا لم يكن مدان فهو شاهد بالنسبة لي , لذلك تعاوني معي ... "
- " سيدي , سارة تحب والدها جدا ... "
- " مهلا والدها المتوفى أليس كذلك ؟ "
فأجابت بعفوية : " لا , السيد روبيرت بمثابة والد سارة .... "
بكت نادين مرة أخرى ثم قالت : " ليس لدي ما أقوله لك سوى أنها كانت تحب السيد روبيرت كثيرا , و كانوا يتبادلون الخطابات دوما "
- " حسنا يمكنك ان تنصرفي "
انتصبت نادين و همّت لمغادرة المكتب حتى استوقفها المحقق دانيال قائلا :
" و لكن ... وجدنا خطاب مكتوبة بالآلة الكاتبة و عليه توقيعه بأنه أحُـيل كل أملاكه إلى فتاته الوحيدة سارة براد باندريك "
قد تعمد المحقق ان يلقي تلك السكينة الجارحة في نهاية الحوار كي يعرف ما في نواياه هذه الآنسة و لكنها صدمته قائله : " يا سيدي سارة فتاة ذكية و مطيعة , أنها تستحق أكثر من ذلك "
* * * * * *
" سارة "
دخل المعاون و هو يقول : " سيدي , في انتظارك آنسة تدعى سارة باندريك "
عدل سترة بذلته ثم قال : " حسنا دعها تتفضل ... "
دخلت فتاة شقراء , شعرها منسدل على كتفيها و تتحرك بكل خفة , فرحبت بالمحقق دانيال ثم جلست أمامه ثم سألته برقة : " مرحبا سيدي , ما الأمر الذي جعلك ان تستدعيني لأجله ؟ "
- " حمد لله على سلامتك , ثم ... "
قالها المحقق ثم سكت , فقالت له بترقب : " ثم ماذا ... ؟ "
عدل نفسه بسرعة و قال : " اقصد يجب ان تستريحي قبل التحقيق معك ؟ "
أصاب سارة الاستغراب و قالت: " التحقيق معي ؟؟؟ ماذا حدث حتى تستدعيني للتحقيق ؟؟ "
نظر إليها بيأس و قال : " في مقتل السيد روبيرت باندريك .. "
لم يكن من حسن حظه او حظها ان تسمع خبر مثل هذا , لم يسعها ان تلقي بنفسها من النافذة و لكن اكتفت بأنها صرخت صرخة شديدة و قالت : " أبي .... " و سقطت على الأرض ...
حاول الجميع إيقاظها فظلت تهذي بلهجة غريب : " أبي , أبي , أبي "
فحاول المحقق و بمساعدة الآنسة كليرا مساعدتها للجلوس على كرسيها مرة أخرى ,
فأخذ من أمامه كأس من الماء و قدمه لها : " تفضلي ماء "
تناولت بيديها كأس الماء و هي ترتعش بشدة مما أوقع بعض قطرات الماء على ملابسها , فأخذت رشفة منه ثم قالت : " من فضلك اخبرني بأنك تمزح معي , أبي لم يمت , من فضلك سيدي "
حاول ان يهدئها : " اهدئي من فضلك "
سكتت فجأة ثم قالت : " من فضلك عليّ الذهاب إلى دورة المياة "
أشار بيده ثم قال : " حسنا تفضلي من هنا ... "
حاولت سارة النهوض و لكن كادت ان تسقط لولا مساعدة الآنسة كليرا لها ..
* * * * * *
- " هل أنتي على استعداد للإجابة على أسئلتي الآن ؟؟ "
أخذت نفـَس من أنفها المحمِر ثم مسحت عيناها بمنديل ورقي ثم قالت وعيناها تنظر نحو الأمام :
" بلى تفضل "
اخذ المحقق دانيال يقلـّب في محتويات الورق التي أمامه ثم قال :
" متى آخر مرة كنتي على اتصال بعمك ؟ "
أجابت بعد ثوان : " أمس "
صُدم المحقق ثم قال : " ماذا ؟؟ , متى ؟ "
- " لا اعلم ... تقريبا الساعة الرابعة عصرا "
نظر المحقق دانيال الى مساعدته الآنسة كليرا ثم نظر مجددا إلى الآنسة سارة و قال :
" و بماذا أخبرك ؟ "
قالت بهدوء :
" قال بلهجة متوترة بأنه يحبني جدا , و انه يحـّضر لي مفاجأة سوف اعلمها بنفسي قريبا "
سمع منها ثم قال بتردد : " حسنا , السيد روبيرت قد .... "
سكت لثواني , فأخرج من درج مكتبه الخطاب الذي وجده في مسح الجريمة , أعطاها أيا و قال :
" تفضلي "
تناولته سارة بحذر شديد ثم قالت في نفس حالتها : " ما هذا ؟؟ "
أشار المحقق بيده و قال : " تفضلي "
فتحت سارة الخطاب و بدأت تقرأ ما سطـّر روبيرت حتى صرخت و قالت بلهجة تهديد :
" لا أريد شيء , أريد اعرف من قتل أبي , من الذي قتله ؟؟؟ "
فأجابها المحقق بتأني : " لا تقلقي يا آنستي , لن يفلت الجاني بفعلته ... "
ثم أضاف بعدما هدأت : " هل هناك شخص معين - برأيك - قد يكون مشترك في مقتل عمك ؟؟ "
ظلت تفكر سارة قليلا و قالت : " لا , أنا لا اعرف جميع أصدقاء أبي "
- " حسنا , متى كانت زيارتكِ الأخيرة لبيت عمك ؟ "
ظلت تفكر بحيرة : " لا أتذكر بالتحديد , تقريبا ثلاث اشهر "
نظر الى المجلدات التي أمامه و استرق جملة ثم قال لها بهدوء :
" أنتي على علاقة بصديقك فريد , أليس كذلك ؟ "
- " بلى "
حرك يديه و قال : " و هل سوف تتزوجا ؟؟ "
بقت سارحة قليلا ثم قالت ببطء :
" انه مميز , و أنا أحبه و نحن نقضي معظم أوقاتنا كننا زوجان , و هو أيضا يحبني و لكنه فقير "
- " حسنا , لماذا لم تتزوجا بعد ؟؟ "
فقالت بتلقائية : " لأنه فقير "
ظهر على وجه المحقق علامة اليأس : " لا بأس , من فضلك يا آنسة لديك غرفة محجوزة في فور سيزون اوتيل تستطيع ان تقيمي هناك حتى نسمح لك بالعودة الى ديارك "
- " أريد ان أرى أبي , من فضلك "
فقال لها بتردد : " لا أظن أنها فكرة مناسبة لكِ "
- " لماذا ؟ "
- " انه الآن في المشرحة و .... "
سرت في جسدها القشعريرة عندما سمعت لفظ المشرحة فصرخت و قالت : " ماذا ؟؟ "
ثم أضافت بسرعة و بصراخ عالٍ : " ماذا تفعلون بأبي ؟ "
فحاول أن يهدئها : " من فضلك سوف اسمح لك برؤيته قريبا قبل الدفن "
بكت سارة بكاءً شديداً فحاولت الآنسة كليرا مرافقتها حتى خرجت من مكتب التحقيقات ..
* * * * * *
لقد أصاب محققنا الجنون , فلم يعد يدري من هو القاتل الحقيقي و ما مصلحة سارة بينهم , الجميع يتصنع الحزن الشديد على الفقيد و الجميع يتمنى ان يكون حيّاً الآن ...
لم يعد المحقق دانيال قادر على الاحتمال و هو يرى غريمه أمامه يتحكم في أعصابه و لم يعد النائب العام يطيق صبرا على استغلال الوقت دون فائدة ...
لذلك قرر المحقق زيارة مسرح الجريمة مرة أخرى و يحاول دراسة ظاهرة القتل او الانتحار ..
يتبع , . . . .
سمر-
عدد الرسائل : 136
العمر : 34
نقاط العضو الممتاز : 307
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 19/09/2011
مواضيع مماثلة
» قصة قتل - الحلقة الرابعة -
» قصة قتل - الحلقة الاولي -
» قصة قتل - الحلقة الثانية -
» قصة قتل - الحلقة الخامسة والاخيرة
» مسلسل اين قلبي من الحلقة 1حتى الاخيرة (مشاهدة مباشرة)
» قصة قتل - الحلقة الاولي -
» قصة قتل - الحلقة الثانية -
» قصة قتل - الحلقة الخامسة والاخيرة
» مسلسل اين قلبي من الحلقة 1حتى الاخيرة (مشاهدة مباشرة)
العمــــدة :: القائمة :: الموضيع العامه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى