العمــــدة
حياك الله لقد سعدنا بقدومك الينا اتمنا لك ان تفيد وتستفيد وتجد كل ماهو مفيد وان تقضي اجمل الاوقات معنا فمرحبا بك في انتظار مشاركاتك الجميلة



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

العمــــدة
حياك الله لقد سعدنا بقدومك الينا اتمنا لك ان تفيد وتستفيد وتجد كل ماهو مفيد وان تقضي اجمل الاوقات معنا فمرحبا بك في انتظار مشاركاتك الجميلة

العمــــدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رواية بنى اسرائيل بعد هلاك فرعون -1

اذهب الى الأسفل

رواية بنى اسرائيل بعد هلاك فرعون -1 Empty رواية بنى اسرائيل بعد هلاك فرعون -1

مُساهمة من طرف احمد غريب الإثنين يوليو 27, 2009 4:00 pm

قال الله تعالى : " فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين * وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون * وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون * إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون * قال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين * وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم " .

يذكر تعالى ما كان من أمر فرعون وجنوده في غرقهم ، وكيف سلبهم عزهم ومالهم وأنفسهم ، وأورث بني إسرائيل جميع أموالهم وأملاكهم ، كما قال : " كذلك وأورثناها بني إسرائيل " وقال : " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين " وقال هاهنا : " وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون " .

أي أهلك ذلك جميعه ، وسلبهم عزهم العزيز العريض في الدنيا ، وهلك الملك وحاشيته وأمراؤه وجنوده ، ولم يبق ببلد مصر سوى العامة والرعايا .

ذكر ابن عبد الحكم في تاريخ مصر : أنه من ذلك الزمان تسلط نساء مصر على رجالها ، بسبب أن نساء الأمراء والكبراء تزوجن بمن دونهن من العامة ، فكانت لهن السطوة عليهم . واستمرت هذه سنة نساء مصر إلى يومنا هذا !

وعند أهل الكتاب : أن بني إسرائيل لما أمروا بالخروج من مصر جعل الله ذلك الشهر أول سنتهم وأمروا أن يذبح أهل كل بيت حملاً من الغنم ، فإن كانوا لا يحتاجون إلى حمل فليشترك الجار وجاره فيه . فإذا ذبحوه فلينضحوا من دمه على أعتاب أبوابهم ، ليكون علامة لهم على بيوتهم ، ولا يأكلونه مطبوخاً ، ولكن مشوياً برأسه وأكارعه وبطنه ، ولا يبقوا منه شيئاً ، ولا يكسروا له عظماً ، ولا يخرجوا منه شيئاً إلى خارج بيوتهم ، وليكن خبزهم فطيراً سبعة أيام ، ابتداؤها من الرابع عشر من الشهر الأول من سنتهم ، وكان ذلك في فصل الربيع فإذا أكلوا فلتكن أوساطهم مشدودة ، وخفافهم في أرجلهم ، وعصيهم في أيديهم ، وليأكلوا بسرعة قياماً ، ومهما فضل عن عشائهم فما بقى إلى الغد فليحرقوه بالنار ، وشرع لهم هذا عيداً لأعقابهم ما دامت التوراة معمولاً بها ، فإذا نسخت بطل شرعها . وقد وقع .

قالوا : وقتل الله عز وجل في تلك الليلة أبكار القبط وأبكار دوابهم ، ليشتغلوا عنهم ، وخرج بنو إسرائيل حين انتصف النهار ، وأهل مصر في مناحة عظيمة على أبكار أولادهم وأبكار أموالهم ، ليس من بيت إلا فيه عويل .

وحين جاء الوحي إلى موسى خرجوا مسرعين ، فحملوا العجين قبل اختماره ، وحملوا الأردية وألقوها على عواتقهم ، وكانوا قد استعاروا من أهل مصر حلياً كثيراً ، فخرجوا وهم ستمائة ألف رجل سوى الذراري بما معهم من الأنعام ، وكانت مدة مقامهم بمصر أربعمائة سنة وثلاثين سنة . . هذا نص كتابهم .

وهذه السنة عندهم تسمى سنة الفسخ وهذا العيد الفسخ : ولهم عيد الفطر وعيد الحمل وهو أول السنة ، وهذه الأعياد الثلاثة آكد أعيادهم ، منصوص عليها في كتابهم .

ولما خرجوا من مصر أخرجوا معهم تابوت يوسف عليه السلام ، وخرجوا على طريق بحر يوسف ، وكانوا في النهار يسيرون والسحاب بين أيديهم يسير أمامهم فيه عمود نور ، والليل أمامهم عمود نار ، فانتهى بهم الطريق إلى ساحل البحر فنزلوا هنالك ، وأدركهم فرعون وجنوده من المصريين ، وهم هناك حلول على شاطئ اليم ، فقلق كثير من بني إسرائيل ، حتى قال قائلهم : كان بقاؤنا بمصر أحب إلينا من الموت بهذه البرية . فقال موسى عليه السلام لمن قال هذه المقالة : لا تخشوا فإن فرعون وجنوده لا يرجعون إلى بلدهم بعد هذا .

قالوا : وأمر الله موسى عليه السلام أن يضرب البحر بعصاه . وأن يقسمه ليدخل بنو إسرائيل في البحر واليبس ، وصار الماء من هاهنا وهاهنا كالجبلين ، وصار وسطه يبساً ، لأن الله سلط عليه ريح الجنوب والسموم فجاز بنو إسرائيل البحر وأتبعهم فرعون وجنوده ، فلما تسطوه أمر الله موسى فضرب البحر بعصاه ، فرجع الماء كما كان عليهم لكن عند أهل الكتاب : أن هذا كان في الليل ، وأن البحر ارتطم عليهم عند الصبح . وهذا من غلطهم وعدم فهمهم في تعريبهم . . والله أعلم .

قالوا : ولما أغرق الله فرعون وجنوده حينئذ سبح موسى وبنو إسرائيل بهذا التسبيح للرب ، وقالوا : نسبح الرب البهي ، الذي قهر الجنود ، ونبذ فرسانها في البحر الأنيع المحمود وهو تسبيح طويل .

قالوا : وأخذت مريم النبية - أخت هارون - دفاً بيدها ، وخرج النساء في أثرها كلهن بدفوف وطبول ، وجعلت مريم ترتل لهن وتقول : سبحان الرب القهار ، الذي قهر الخيول وركبانها إلقاء في البحر .

هكذا رأيته في كتابهم . ولعل هذا هو من الذي حمل محمد بن كعب القرظي على زعمه : أن مريم بنت عمران أم عيسى . هي أخت هارون وموسى . مع قوله : " يا أخت هارون " .

وقد بينا غلطه في ذلك ، وأن هذا لا يمكن أن يقال ، ولم يتابعه أحد عليه ، بل كل واحد خالفه فيه . ولو قدر أن هذا محفوظ ، فهذه مريم بنت عمران أخت موسى وهارون عليهما السلام . وأم عيسى عليها السلام وافقتها في الإسم واسم الأب واسم الأخ ، لأنهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمغيرة بن شعبة ، لما سأله أهل نجران عن قوله : " يا أخت هارون " فلما يدر ما يقول لهم : حتى سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : " علمت أنهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم " رواه مسلم .

وقولهم : النبية كما يقال للمرأة من بيت الملك ملكة ، ومن بيت الإمرة أميرة ، وإن لم تكن مباشرة شيئاً من ذلك ، فكذا هذه استعارة لها ، لا أنها نبية حقيقة يوحى إليها .

وضربها بالدف في مثل هذا اليوم الذي هو أعظم الأعياد عندهم دليل على أنه قد كان شرع من قبلها ضرب الدف في العيد ، وهذا مشروع لنا أيضاً في حق النساء : لحديث الجاريتين اللتين كانتا عند عائشة يضربان بالدف في أيام منى ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجع مول ظهره إليهن ، ووجهه إلى الحائط فلما دخل أبو بكر زجرهن وقال أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال " دعهن يا أبا بكر . . فان لكل قوم عيداً وهذا عيدنا " وهكذا يشرع عندنا في الأعراس ولقدوم الغياب ، كما هو مقرر في موضعه . . والله أعلم .

وذكروا أنهم لما جازوا البحر وذهبوا قاصدين إلى بلاد الشام مكثوا ثلاثة أيام لا يجدون ماء ، فتكلم من تكلم منهم بسبب ذلك ، فوجدوا ماء زعافاً أجاجاً لم يستطيعوا شربه ، فأمر الله موسى فأخذ خشبة فوضعها فيه ، فحلا وساغ شربه ، وعلمه الرب هنالك فرائض وسننا ، ووصاه وصايا كثيرة .

* * *

وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز المهيمن على ماعداه من الكتب : " وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون * إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون " .

قالوا هذا الجهل والضلال ، وقد عاينوا من آيات الله وقدرته ما دلهم على صدق ما جاءهم به رسول ذي الجلال والإكرام وذلك أنهم مروا على قوم يعبدون أصناماً ، قيل كانت على صور البقر ، فكأنهم سألوهم . لم يعبدونها ؟ فزعموا لهم أنها تنفعهم وتضرهم ويسترزقون بها عند الضروريات ، فكأن بعض الجهال منهم صدقوهم في ذلك ، فسألوا نبيهم الكليم الكريم العظيم ، أن يجعل لهم آلهة كما لأولئك آلهة ، فقال لهم مبيناً لهم إنهم لا يعقلون ولا يهتدون : " إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون " .

ثم ذكرهم نعمة الله عليهم ، في تفضيله إياهم على عالمي زمانهم بالعلم والشرع ، والرسول الذي بين أظهرهم ، وما أحسن به إليهم وما امتن به عليهم من إنجائهم من قبضة فرعون الجبار العنيد ، وإهلاكه إياه وهم ينظرون ، وتوريثه إياهم ما كان فرعون وملؤه يجمعونه من الأموال والسعادة ، وما كانوا يعرشون ، وبين لهم أنه لا تصلح العبادة إلا لله وحده لا شريك له ، لأنه الخالق الرازق القهار ، وليس كل بني إسرائيل سأل هذا السؤال ، بل هذا الضمير عائد على الجنس في قوله : " وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة " أي قال بعضهم كما في قوله : " وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا * وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا " فالذين زعموا هذا بعض الناس لا كلهم .

وقد قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن سنان بن أبي سنان الديلي عن أبي واقد الليثي ، قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين ، فمررنا بسدرة فقلنا : يا رسول الله . . اجعل لنا هذه ذات أنواط كما للكفار ذات أنواط . وكان الكفار ينوطون سلاحهم بسدرة يعكفون حولها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الله أكبر . . هذا كما قالت بنو إسرائيل لموسى : " اجعل لنا إلها كما لهم آلهة " إنكم تركبون سنن الذين من قبلكم " .

ورواه النسائي عن محمد بن رافع ، عن عبد الرزاق به . ورواه الترمذي عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري به ، ثم قال : حسن صحيح .

وقد روى ابن جرير من حديث محمد بن إسحاق ومعمر وعقيل عن الزهري ، عن سنان بن أبي سنان ، عن أبي واقد الليثي ، أنهم خرجوا من مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين . قال : وكان للكفار سدرة يعكفون عندها ، ويعلقون بها أسلحتهم . يقال لها : ذات أنواط قال : فمررنا بسدرة خضراء عظيمة ، قال : فقلنا : يا رسول الله . . اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط . قال : قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى : " اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون * إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون " .

* * *






"

احمد غريب

ذكر
عدد الرسائل : 72
العمر : 63
نقاط العضو الممتاز : 214
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/07/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى